زاهر الزبيدي
أعوام قليلة ويدخل مجسر باب المعظم ضمن التراث العالمي وستضعه منظمة اليونسكو الاممية يدها عليه كواحد من أهم التراث الإنساني ، بعدما أستمر العمل به لسنوات قد تقارب ، بعد حين ، السنوات التي تكلفت لبناء سور الصين العظيم الذي يبلغ طوله أكثر من 6000 متر .. وحتى اللحظة لا أحد يعمل على المجسر الذي عاث بالمنطقة تدميراً .
وما أن تنظر الى هذا المجسر بنظرة هندسية بسيطة حتى نرى أننا أمام كارثة تصميمية كبيرة حيث تلاحظ أن المقاطع الكونكريتية الطويلة الثقيلة وقد أسندت على قطع من الأخشاب حيث يبدو أن دعائمه الكونكريتية قد دقت أكثر من اللازم مما جعل بينها ارتفاعات متفارقة أستدعت المصمم العظيم أن يضع تلك القطع الخشبية تحت تلك المقاطع لتستقيم .. وسوف لن تستقيم .
مرت تلك السنين ونحن نراقب العمل في هذا المجسر الذي يقع في قلب قلب عاصمة الحضارة وبعد أن هدم جسر العبور الحديدي السابق الذي كان يربط كل أجزاء المنطقة والذي كان ، على الرغم من بساطته ، جميلاً جداً وكانت الساحة أجمل . لقد تم العبث بتلك الساحة الجميلة وأحيلت الى خراب تام من قبل هذا الديناصور الكونكريتي الكبير .
لم يعد يهمنا أن يكتمل المجسر أو لم يكتمل .. فما هو إلا نزغة فساد في قلب المدينة .. ولكننا نرى أن من الأهمية بمكان أن يتم تنظيم الشوارع البديلة المحيطة به والتي تمر في منطقة مهمة من مناطق العاصمة لا أعتقد أن أحداً يغفل عن أهميتها .. ونعلم علم اليقين بأن الشركات المرموقة عندما تخطط لمشروع ما ، والبناء خصوصاً ، فإن أول ماتقوم به هو توفير البدائل التي لا تتسبب بتلك النقمة الكبيرة من قبل مرتادي الشوارع المحيطة بسبب الزحام الهائل ، فتوفير شوارع بقدرة إستيعابية كقدرة الشوارع السابقة هو أهم لدينا حتى من بناء المجسر نفسه . وليس من المعقول أن يستمر تستهدف حياة المواطن بهذه الطريقة العجيبة .
علينا أن نضع في الحسبان دائماً بأن كل ما يجري في الشارع ، يعلق في ذهنية المواطن يوم يذهب الى صناديق الإقتراع عندما يحين موعد الحلم البنفسجي الجديد .. ويعيده كشريط سينمائي سمج يقلبه في عقلة قبل أن يؤشر ورقته .. وسكوت الحكومة
بمسؤوليها عن هذا المشروع ، الذي يجب أن لا يمتد أكثر من سنة عند الشركات الرصينة ، سوف تكون له ولغيره من المشاريع عواقب وخيمة لا تحمد عقباها … وقانا الله شر الفساد وحفظ العراق .
