وثائق ويكيليكس- السعودية اختراق فذ ام تسريب متعمد

0
1467

جمال فاروق الجاف
بعد وفاة الملك عبد الله بدأ الصراع على عرشه داخل عائلة ال سعود حتى تمخض عن تتويج الامير سلمان بن عبد العزيز ملكا للمملكة . فانقسمت العائلة بين مؤيد ومعارض لبيعة الملك الجديد. و بدوره لم يعمل الملك الجديد على تهدئة الاوضاع  وترضية الاصوات المعاضة، بل انه بادر على صب المزيد من الزيت على نار الخلافات باجراءه لتغييرات في سلم السلطة لصالح ابنه محمد بن سلمان، ومنها ازاحة الامير مقرن ( اصغر ابناء عبد العزيز) من منصب ولاية العهد وتنصيب ابنه محمد بن سلمان وليا لولي العهد (محمد بن نايف). كما واناط الملك حقيبة وزراة الدفاع لابنه محمد ورئاسة المجلس الاقتصادي الاعلى . جاءت تنحية الامير مقرن مفاجأة للجميع فقد كان مقرن قد تم مبايعته من قبل الملك الراحل وصادقت على تعينه هيئة المبايعة عام 2014.
واليوم فقد بدأت الخلافات تظهر للعلن بعد ان كانت محصورة داخل اسوار العائلة. فعرش الملك سلمان يتعرض لوابل من الانتقادات. وتركز الانتقادات حول صحة الملك الذي يعاني من مرض الزهايمر (الخرف)، بالاضافة الى انتقاد السياسة الهوجاء لوزير الدفاع ابن الملك  لاقحام المملكة في اتون حرب شنيعة ضد جمهورية اليمن.
ينتاب الملك سلمان وابنه محمد هاجس الانقلاب عليهم من قبل بيادق الملكية السابقة . وهم متواجدون بثقل كبير داخل اروقة الحكم وقيادات الجيش. فتعمل حكومة الملك سلمان ونجله محمد على ازاحة المواليين للنظام السابق من مناصبهم. فبعد ازاحة مقرن جاء دور (الامير سعود الفيصل) الوزير المخضرم للخارجية السعودية.. واليوم يجري الحديث عبر شبكات التواصل عن المساعي الحثيثة لابن الملك ووزير الدفاع (محمد بن سلمان) للاطاحة بالامير متعب عبد الله (نجل الملك عبد الله وقائد الحرس الوطني) من خلال دمج الحرس الوطني بوزارة الدفاع بهدف التخلص من متعب و بسط هيمنة ابن الملك على كافة اركان القوات المسلحة.
ولعل هذه الاجراءات الراديكالية لم تعد كافية لطمأننة الملك و نجله، فاصوات المعارضين بدأت تظهر جليا على شبكات التواصل. واشرس الاصوات هو سعود بن سيف النصر الذي يصف ابن الملك، بالجنرال الصغير. لذا كان على الملك و نجله الاسراع بشيطنة النظام السابق وكشف عوراته للملأ  بهدف اسقاطه من اعين الشعب السعودي للحيلولة دون  انجرارهم  لمعسكر معارضي النظام من العهد السابق. بمعنى اخر محاولة تكفير النظام السابق، والسعودية هي السباقة في لعبة تكفير الاخرين وفبركة الفتاوى التكفيرية حسب ما تقتضيه المصلحة.
لم يكن بامكان الملك وابنه (الجنرال المراهق) من انجاح هذه المهمة التي هي فوق قدرات ملك مصاب بالزهايمر ونجل موسوم بالجنرال الصغير، وعليه كان عليهما الاستعانة بجهة خارجية لابعاد الشكوك عنهما. ومن هناك افضل من ويكيليكس لانجاز هذه المهمة لهما مشكورا و مجانا. لذا فقد تم ايعاز عملائهم بتسريب الوثائق التي تدين النظام السابق واعوانه. ومن المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها كادلة لادانة الملك وابنه  في الضلوع بعملية التسريب، هي الرد الخجول للنظام ازاء نشرالوثائق. فقد صدرت اشارات من قبل وزارة الخارجية السعودية تؤكد  صحة الوثائق بدلا من تكذيبها. فتعقيبا على نشر الوثائق، صرح رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة بن أحمد نقلي قائلا (أن الهجوم الإلكتروني المنظم لم يتمكن من اختراق معظم الوثائق المحمية والتي تعد بالملايين.. ان ما جاء في وثائق “ويكيليكس” المسربة لا يخرج عن إطار السياسة المعلنة للملكة بشأن مختلف القضايا) وهذا ما يؤكد على انه تم تسريب المسيء للحكومة السابقة فقط . والسؤال الان هو، من المستفيد من ذلك غير الملك وابنه!! ومن الغريب ان ابواق السعودية في العراق حتى اللحظة ما دامت تسعى لاجهاض صحة الوثائق في الوقت الذي تعترف الحكومة السعودية بصحتها .
الايام القادمة ستكشف اسرار التسريب فيما لو كانت حقا انجازا اخرا لويكيليكس، ام انها كانت عملية تسريب متعمد وان ويكيليكس استلمت هذه الوثائق على طبق من الذهب  قدمت لها عبر ازلام الملك وابنه. واغلب الظن ان التسريب كان متعمدا للاطاحة بالمعارضين لبيعة الملك سلمان عبد العزيز و عجرفة ابنه محمد بن سلمان.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here