بيان لاحرار البحرين يؤكد ان السلطة وحلفائها لن تستطيع تغيير مسار الثورة

0
1245

اكدت حركة احرار البحرين الاسلامية ان السلطة وحلفائها في السعودية ولندن وواشنطن لن تستطيع تغيير مسار الثورة مهما فعلت من اعتقالات وتنكيل او حل للمجلس العلمائي .. جاء ذلك في بيان نشرته الحركة وتلقت العمل نيوز نسخة منه ، نص البيان:
يوما بعد آخر تتعمق وحشية الحكم الخليفي لتصل مستويات غير مسبوقة، وتعمق الإصرار الشعبي على ضرورة التخلص من هذا الحكم الديكتاتوري الى الابد. وما جرى في الاسابيع الاخيرة يؤكد بدون ادنى شك ان الامور لن تعود الى ما كانت عليه، وان التعايش بين البحرانيين والخليفيين اصبح مستحيلا. ومع ان المفاصلة النهائية الكاملة قد تستغرق وقتا ولكنها اضحت محتومة ولا يستطيع احد منع حدوثها. ومع ان حلفاء الخليفيين في لندن وواشنطن ما يزالون مترددين في الاقتناع بحتمية سقوط الاستبداد الخليفي، فانهم يدركون يوما بعد آخر استحالة اصلاح نظام قديم توارث الاستبداد والديكتاتورية على مدى قرنين، واصبح مستعصيا على الانفتاح وفاقدا المرونة والتعامل السياسي اللبق. فعندما يصدر الطاغية وجلاوزته قرارا بحل المجلس العلمائي برغم امتناعه عن الخوض المباشر في القضايا السياسية او اعلان المواقف الصارخة، فانه يكون قد حكم على نفسه بالاعدام. فالمجلس العلمائي ليس جمعية سياسية او مبنى حجريا، بل هو بناء اجتماعي وروحي يستمد شرعيته من الدعوة الالهية من العلماء بان يكونوا امناء الرسل والمدافعين عن الحق والصارخين بوجه الظلم والدفاع الدائم عن المظلومين. واذا كان الخليفيون يعتقدون ان قدرتهم على شراء مواقف بعض المحسوبين على العلماء، ستجعلهم قادرين كذلك على تأميم المجلس العلمائي وضمه الى دائرة نفوذهم، فما ابعدهم عن الحقيقة، وما اقربهم من الوهم. فثمة فرق كبير بين علماء الامة الاتقياء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يخشون احدا الا الله وعلماء البلاط الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، واصبحوا ابواقا للطغاة والظالمين، يبررون اجرامهم ويوفرون الفتاوى التي يطلبونها. وعلماء البحرين ليسوا من علماء البلاط، بل ان اغلبهم ممن اكتوى ظهره بسياط الجلادين وعذبوا في الطوامير الخليفية. وما يزال العشرات من اولئك العلماء الاخيار يرزحون وراء القضبان، يدعون ليلا ونهارا ان يمحق الله الطاغية وعمه ونجله، وهم الرموز الثلاثة لمحنة شعب البحرين.
في الاسابيع الاخيرة اصبحت جرائم النظام في تصاعد، بعد ان شعر باللوم الكبير الموجه له من حلفائه، وانه عجز عن احتواء الموقف او طرح مبادرة سياسية لحلحلة الاوضاع في هذا البلد الذي يسعى اهله للتغيير الجوهري واسقاط الحكم التوارثي الاستبدادي. يشعر الخليفيون هذه الايام ان الانقلاب العسكري في مصر وفر لهم ظرفا مناسبة لتصعيد القمع والاعتداء على ابناء الشعب بوحشية مفرطة. فهو يعول على ا لدور السعودي الذي تدخل عسكريا لانقاذه من السقوط قبل ثلاثين شهرا، ويعتقد ان الدور السعودي في اسقاط حكم الاخوان في مصر اصبح مصدر قوة سياسية للحكم السعودي الذي يسعى لتوسيع نفوذه في المنطقة والذي اعلن تصديه لكافة القوى التحررية والديمقراطية المعادية للاستبداد الذي تمارسه انظمة الخليج. الخليفيون، ومن بينهم وزير الخارجية يعتقدون ان “دبلوماسيتهم” ستخفي جرائمهم، وان التضليل والخداع سيحول دون وصول الحقائق للعالم، وبالتالي فلن تكون هناك صرخة من اجل المظلومين او هتاف ضد الظالمين. ولكن حقائق التطورات السياسية في الشرق الاوسط تؤكد عددا من الامور: اولها ان سلاح الطائفية الذي استخدمه السعوديون لمنع التغيير القادم الى الجزيرة العربية بدأ يفقد تأثيره، وان بعض الذين وقعوا في فخ الطائفية بدأوا مراجعة انفسهم ومواقفهم والسعي لاصلاح خطابهم ليكون اكثر انسجاما مع قيم الامة بشأن الوحدة والحرية وحقوق الانسان. ثانيها: ان النفوذ السعودي مني بضربة قوية عندما تراجعت احتمالات الحرب ضد سوريا، وهي الحرب التي استثمر حكام الخليج مليارات الدولارات لاشعالها، وان هذا النفوذ اصبح عرضة للتحدي والفشل لان السعودية اضعف من ان تحدث تغييرا في نفسيات العرب والمسلمين، او تدفعهم لقبول الاستبداد والحكم التوارثي الاستبدادي. ثالثها: ان تهدئة محاور التماس الساخنة بين ايران والغرب اصبحت عامل قلق كبير لدى السعوديين وبقية العائلات الحاكمة في الخليج، وان هذا التقارب الايراني – الامريكي سيكون على حساب تلك العائلات التي ترفض تطوير سياساتها خصوصا في مجال الشراكة السياسية على صعيد الداخل. هذا التغير في موازين القوى لن يكون لصالح انظمة الاستبداد بدول مجلس التعاون الخليجي، بل باتجاه ترويج المشروع الديمقراطي والتخلص من الانظمة العائلية الشمولية التي تحصى على المواطنين انفاسهم. رابعها: ان نجاح شعب البحرين في تخطي تلك العقبات واصراره على مواصلة نهجه الثوري والتظاهر بدون كلل او تعب ضد نظام الحكم الخليفي، احدث واقعا جديدا في المنطقة لن يستطيع السعوديون القضاء عليه. هذا الواقع يكشف إصرار المواطنين الخليجيين على اقامة انظمة ديمقراطية بديلة للانظمة التي تتمحور حول القبيلة، وتعتبر الخروج عن اعرافها خطا احمر.
وبالاضافة لاصدار الخليفيين امرا بحل المجلس العلمائي، جاء اعتقال الناشط السياسي القيادي بجمعية الوفاق، السيد خليل مرزوق، ليقطع آخر خيوط التواصل بين الخليفيين والبحرانيين. الاعتقال حدث لامور غير واضحة ولكن ما هو واضح ان الخليفيين لم يعودوا قادرين على سماع الاصوات المطالبة بالتغيير، والاستاذ خليل مرزوق يشعر بانتمائه للوطن والشعب وعدم جدوى التعويل على عصابة حاكمة اثبتت خيانتها للوطن باستدعاء الاحتلال، وعداءها للشعب بالتعذيب والقتل ونشر عصابات “فرق الموت”. لقد توسعت سجونهم لتضم آلاف البحرانيين المظلومين، اعتقادا من آل خليفة ان تطلعات الشعب ستنسى وراء القضبان. وفات هؤلاء ان السجن اصبح مدرسة الثوار، وان الكثيرين ممن دخلوا السجن خرجوا منه أشد ثباتا وأعمق بصيرة. والدليل على ذلك ان الكثيرين من السجناء اعتقلوا اكثر من مرة، ولم يزده الاعتقال الا ثباتا وتسليما لارادة الله سبحانه. ولأن الخليفيين عبيد الشيطان وعشاق الدنيا فانهم يظنون ان البطش سوف يثني الاحرار عن طريقهم، فهم لا يعرفون هذا الشعب الذي احدثت الثورة في شبابه تغييرا منقطع النظير، فلم يعد البطش رادعا عن الحركة، لان شباب الثورة آلوا على انفسهم ان لا يتراجعوا حتى يفتح الله على ايديهم ويمحق الخليفيين ولو بعد حين. هؤلاء نشأوا عشاقا لدين الله ونبيه الكريم فأدركوا ان الجهاد من اجل الحق والحرية يقربهم من الله تعالى: ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين (120) ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون (121).
تواصل الارهاب الخليفي بدون توقف فأصاب الطاغية وعصابته يستهدفون احرار البلاد بالسجن والتعذيب والقتل بدون حدود. وما جرائم خطف النشطاء وتعذيبهم والتمثيل باجسادهم الا مؤشر لحالة اليأس التي بلغها العدو الخليفي ورموزه المجرمة. ولذلك اصبحت الدولة كلها، باجهزتها وامكاناتها، اسلحة ضد الشعب. فالقضاء سلاح ضد الثوار، واجهزة الامن والشرطة والاستخبارات عدوة للشعب، لا يهمها الا حماية الطغمة الحاكمة والانتقام من معارضيهم بابشع الاساليب، وفرق الموت التي ينتشر افرادها ملثمين في شوارع المدن والقرى تحولت الى عصابات مجرمة وقطاع طرق ومحترفي التعذيب بعد ان انسلخوا من انسانيتهم بفعل التدريب والمال. البحرين لم يعد بلدا آمنا لأهله في ظل حكم عصابة من المحتلين وقطاع الطرق، وبالتالي فلن يهدأ الوضع حتى تتحرر البلاد من الخليفيين واعوانهم. ثورة الشعب انطلقت في الرابع عشر من فبراير لتقود البلاد الى بر الامان بعد عقود من القنوط واليأس في ظل الحكم الخليفي الغاشم. لقد انتصرت الثورة على الخليفيين، فاستعانوا بالاحتلال السعودي واجهزة الامن الغربية، ولكن هؤلاء جميعا فشلوا في دحرها، وما يزال الثوار يحاصرون العدو الخليفي في كل زاوية، داخل البلاد وخارجها. وما البيان الذي وقعته 48 دولة بمجلس حقوق الانسان يشجب الممارسات الخليفية الا مؤشر لفشل كافة وسائل العدو لتضليل الرأي العام الدولي. ثم جاء قرار البرلمان الاوروبي ليكشف حقيقة الحكم الخليفي، وليحاصره وليكشف جرائمه امام العالم. البحرين مقبلة على التغيير الشامل بعون الله، ولن تستطيع الجهود الخليفية والسعودية والبريطانية والامريكية تغيير مسار ثورة الشعب مهما استخدموا من قمع وتنكيل. هذه التطورات تشير باتجاه واحد: ان الشعب لن يرجع الى الوراء وان عقارب الساعة تتجه نحو موعد السقوط المحتوم لحكم العصابة الخليفية، برغم اساليب التضليل وممارسات الا نحراف لديهم. انه صمود حتى النصر الموعود: “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم”
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
27 سبتمبر 2013​

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here