الاول من رجب ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم (رحمه الله)

0
2184

علي عبد سلمان

تمر علينا ذكرى استشهاد أية الله السيد محمد باقر الحكيم ففي غرة رجب من عام 1424 امتدت يد الإرهاب الأثيمة لتنال من رمز من رموز الجهاد والتضحية في العراق سليل العثرة الطاهرة الابن البار للمرجعية .وبما أن الشهيد العظيم كان قد آثر أن يعيش من اجل أمته ودينه فكانت شهادته في جوار مرقد مولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام واختلطت دماء الشهيد الطاهرة مع دماء الموالين الذين كانوا قد حضروا لأداء صلاة الجمعة في تلك الجمعة الدامية فهو عاش ملتحما بابناء العراق واستشهد معهم والتحق بالرفيق الأعلى مضرج بدمه يشكو إلى الله ظلم الطغاة المارقين .

وليس من العدل والإنصاف بمكان ان ندعي ان ما سنكتبه عن الشهيد السيد محمد باقر الحكيم سيكون وافيا ومحيطا بكل جوانب حياته ونشاطاته، وانما هي رؤوس اقلام ليس إلا، ومجرد إشارات فقط، لان الكتابة عنه أمر لا يخلو من صعوبة ومشقة، فالرجل قد امتد نشاطه لاكثر من نصف قرن، كانت سنينه معبأة ومثخنة بالاحداث والتطوارات، حيث امتازت هذه السنين بصعود الخط البياني لقوة المرجعية وتعاظم نشاطها، وما تبعه من متغيرات على كافة الاصعدة والمستويات، وكان مرافقا لهذا الصعود وداخلا في عمقه، حيث انه كان أحد العقول المهمة في الجهاز المرجعي للامام الحكيم، واحد اهم مستشاري الامام الصدر ومنسقا فعالا بينه وبين الامام الخوئي واحد الداعمين بقوة لمرجعية الامام الخميني. ومن جهة اخرى كانت ولادته في بدايات الحرب الكونية الثانية وما نتج عنها من تجاذبات بين القطبين القت بظلالها على الشرق الأوسط والعالم الاسلامي فيما بعد، وما نتج عنها من انعطافات مهمة في حركة الشعوب العربية والاسلامية على مستوى الوعي المرجعي والديني والسياسي والعلمي والثقافي والاجتماعي. ومن هنا تصبح الاحاطة بسيرة شهيدنا بحاجة الى بحث واسع، ومراجعة كثيفة للاحداث، ودراسة معمقة للتطورات، كي

يمكن الخروج بنتائج نيرّة المعالم وناصعة الوضوح. وبهذه المناسبة تدعو (مؤسسة تراث الشهيد الحكيم / قسم الدراسات) كل الاخوة المؤرخين والمثقفين ورجال الدين الى الاهتمام بدراسة شخصية شهيد المحراب، والوقوف عندها ملياً، فهو نذر نفسه بصورة مطلقة للاسلام، وافنى عمره الشريف في خدمة المسلمين، واضافة الى هذا فحياته تمثل مقطعا مهما من تاريخ العراق الحديث والحركة المرجعية والاسلامية والعلمية والثقافية، و(مؤسسة تراث الشهيد الحكيم / قسم الدراسات) تتعهد بتقديم كل الوثائق المطلوبة التي من شأنها إعانة الباحث على اكمال بحثه وتذليل العقبات من امامه

 

إطلالته على الدنيا

 

في الخامس والعشرين من جمادى الأولى عام 1358 هـ – 1939م، وفي مدينة النجف الأشرف مركز المرجعية الدينية شاء الله ان يطلَّ على الدنيا شهيدنا المجاهد السيد محمد باقر الحكيم ليكون الولد الخامس والابن البار لمرجع الطائفة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم وينتمي (شهيد المحراب) إلى أسرة امتازت بحبها للعلم والعمل واتسمّت بالإخلاص والتقوى فبرز الكثير من رجالها في ميادين العلم يغذون المعارف بنتاجاتهم ويسيرون على الصراط المستقيم بورعهم، منهم جد الشهيد السيد مهدي الحكيم الذي نبغ في العلم حتى أصبح أحد المجتهدين اللذين يشار لهم بالبنان وتورّع عن المحارم فكانت كلمة المقدّس رفيقة لاسمه، وينتهي نسب (آل الحكيم) إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى.

 

 

المسيرة العلمية

كتاتيب النجف الأشرف كانت مدرسة الأجيال التي يتلقى فيها الفتيان علومهم الأولية والبسيطة وسيدنا الشهيد سار على نهج أبناء مدينته فتلقى القراءة والكتابة فيها، ثم دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر وأنهى الصف الرابع وتركها متوجها نحو الدراسات الحوزوية في سن الثانية عشر من عمره فكان أول أساتذته المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد بن السيد محمد علي الحكيم حيث درس عنده قطر الندى وألفية بن عقيل وجزءاً من مغني اللبيب، وحاشية الملا عبد الله

وجزءاً من منطق المظفر، والمختصر وجزء من المطول، ومنهاج الصالحين والمعالم. وأنهى دراسة اللمعة الدمشقية سنة 1375 هـ – 1956م ودرس كتاب الرسائل على يد أستاذه آية الله السيد محمد حسين بن السيد سعيد الحكيم (قدس سره)، وحضر درس الكفاية الجزء الأول عند آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم (قدس سره) وواصل دراسة الجزء الثاني من الكفاية وكذلك جزءاً من المكاسب عند الشهيد الصدر (قدس سره). ثم حضر درس (خارج الفقه والأصول) لدى كبار العلماء والمجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) حيث حضر عنده في بداية تدريسه لبحث الخارج، واستمر بالحضور لدى هذين العلمين الكبيرين فترة طويلة وقد عرف (دام ظله) منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية، مما جعل كبار العلماء والأوساط العلمية تفيض عليه ألواناً من الاحترام والاهتمام، ونال في أوائل شبابه عام 1384 هـ شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن من المرجع آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين. ولسماحته تقريرات للدروس التي تلقاها على مستوى المقدمات والسطوح وبحث الخارج تركها في النجف بسبب الهجرة من العراق فاستولى عليها أوغاد صدام ضمن مصادرتهم لممتلكاته، ومنها مكتبته وكتاباته.

 

العطاء الفكري

 

حرص الشهيد على تزكية علمه منذ شبابه وكان جل طموحه نشر ثقافة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وتغذية الأمة بعطائهم الفكري: ((زكاة العلم أن تعلمه عباد الله)) ولذا تميز عن كثير من أقرانه بحركته الدؤوبة في المجال الثقافي والتبليغي مما حدى باللجنة المشرفة على مجلة الأضواء إلى استدعاءه ليكون أحد المشرفين على المجلة، وكان انفتاحه الفكري على المنهج العلمي الأكاديمي وقناعته بضرورة التواصل الفكري الاكاديمي بين الجامعة والحوزة العلمية واعتقاده الراسخ في ان كتاب الله هو اهم دعامات تقوم عليها تربية الجماعة الصالحة سبباً في انتخابه للتدريس في كلية أصول الدين التي كانت ضمن المشروع الثقافي والاجتماعي العام لمرجعية الإمام الحكيم (قدس سره) ومؤسساتها وكان لشهيدنا الغالي جهود في التخطيط والاسناد والمتابعة لها، فأنتدب أستاذا لقسم علوم القرآن الكريم والشريعة والفقه المقارن للاستفادة من ثقافته وعلومه، وقد سجل نجاحا باهراً رغم حداثة سنه، حيث لا يزيد عمره آنذاك على الخمسة وعشرين عاما، ونظراً لقناعته المتأصلة في قيمومة

المرجعية الدينية على هكذا مشاريع باعتبارها صاحبة الولاية الشرعية وافق على الانضمام الى اجتماعات الهيئة التدريسية والإشراف على مجلة (رسالة الإسلام) ورغم صعوبة السفر والتنقّل حينذاك بين بيته في النجف الاشرف وكلية أصول الدين في بغداد الا انه ظل مواظباً على سفره الأسبوعي وتحمله مشاق السفر وإدارة الكلية خصوصا بعد غياب العلامة السيد مرتضى العسكري عن عمادة الكلية بسبب مطاردة البعثيين له بعد وصولهم إلى كرسي الحكم في العراق سنة 1968. غير ان حزب البعث الطائفي قرر منذ تسلمه السلطة ضرب البنية التحتية لثقافة أهل البيت (عليهم السلام) والإجهاز على كل مراكزهم الثقافية، فكلية أصول الدين كانت واحدة من الأهداف التي استهدفها الفكر الطائفي للبعثيين، فتم مصادرتها من قبل نظام حكم حزب البعث عام 1975م 1395هـ وإغلاقها وبذلك حرموا المثقف الشيعي من الاستفادة من علوم أهل البيت على يد أكابر الأساتذة كشهيد المحراب ، وقد ترك هذا السلوك البعثي أثراً سلبياً في نفس الشهيد فهو يرى بأم عينيه تدمير مواقع الانتماء الأصيلة للمسلم واحداً تلو الآخر مما جعل أهداف العصابة البعثية تتضح في ذهنه يوما بعد آخر. لم تستطع كلية أصول الدين احتلال كل اهتمام شهيدنا، ولم تكن هي الإشراقة الوحيدة التي كان يرى الآخرة من خلالها ـ رغم إن دخوله الحرم الجامعي بزيه العلمائي وانه نجل المرجع الديني ذلك الوقت كان يمثل خطوة كبيرة باتجاه العمل التبليغي للحوزة العلمية ونقلة ومنعطفا مهما في العقلية الأكاديمية آنذاك وإنما كان ذهنه الثاقب مملوءاً بالأفكار ونفسه الزكية مزدانة بالطموحات والهموم الحوزوية ألقت بظلالها على صفحة طموحاته فأقتطع جزءاً من وقته الشريف لتدريس المناهج الحوزوية على مستوى السطوح العالية إيمانا منه بضرورة رفد الحوزة العلمية بكوادر تمتاز بالعمق والدقة لتصون الجماعة الصالحة من وباء الأفكار المستوردة فأعطى كل ما عنده من عمق في الاستدلال ودقة في البحث والنظر حيث عُرف بقوة الدليل وتماسك الحجة ورصانة التفكير أعطى كل هذه الخصائص التي انعم الله بها عليه إلى تلامذته وطلابه كشقيقه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم الذي درس عنده الجزء الأول من الكفاية، وحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري، الذي درس عنده الجزء الثاني من الكفاية، وحجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي والعلامة الشهيد السيد عباس الموسوي الأمين العام السابق لحزب الله ـ لبنان ـ، والعلاّمة الشيخ أسد الله الحرشي، والفاضل الشيخ عدنان زلغوط، والسيد حسن النوري، والشيخ حسن شحاده، والشيخ هاني الثامر، وغير هؤلاء كثيرون اللذين استفادوا من سماحته (قدس سره) في مجال علوم الفقه وأصوله في حلقة درسه المتواضعة بمسجد الهندي وفي إيران بدأ سماحته تدريس كتاب القضاء والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحكم الإسلامي على مستوى البحث الخارج. ولقناعته التامة بضرورة تواصل رجل الدين

مع كل ما يطرح على الساحة الثقافية من افكار وطروحات جديدة سواء كانت قادمة عبر الكتب او المجلات او الصحف فقد كان مكثراً من المطالعة وقارئاً لا يمل القراءة في كتب التاريخ والتراث والسيرة فولّد عنده قدرة ممتازة على التحليل والنقد الموضوعي أهلته لان يكتب بعض الموضوعات التثقيفية لحزب الدعوة الاسلامية وقد نشر بعضها في (صوت الدعوة) عام 1959 وكان عمره حينذاك عشرين عاماً. وفي هذا الصدد صدرت له عدة كتب تعالج مختلف القضايا الحيوية والحساسة للامة، هي:

 

1ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق (مطبوع).

 

2ـ دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية (مطبوع).

 

3ـ حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية (مطبوع).

 

4ـ النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية.

 

5ـ النظرية الإسلامية في التحرك الإسلامي (مطبوع).

 

6ـ دعبل بن علي الخزاعي شاعر أهل البيت (عليهم السلام) (مطبوع).

 

7ـ أفكار ونظرات جماعة العلماء (مطبوع).

 

8 ـ العلاقة بين القيادة الإسلامية والأمة (مطبوع).

 

9ـ الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، طبع عدة طبعات، آخرها في مصر سنة 2001م.

10ـ القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية (مطبوع).

 

 

الشهيد بين مرجعيتين

 

حياة المجاهد الشهيد امتازت بأنها عاصرت مرجعيتين مهمتين في وقت كانت تعصف بالعراق الأحداث الخطيرة المتوالية، فمرجعية الإمام الحكيم هي المرجعية الكبرى التي غطت مساحة العالم الشيعي بأطرافه المترامية، ومرجعية الشهيد الصدر كونها تمثل أنموذجا حديثا وطرازا جديدا في اسلوب عملها وطريقة تفكيرها، فهي على حداثتها استطاعت ان تستقطب بقوة الشريحة المثقفة من العراقيين، وشهيدنا كان متواجداً في اعماقهما معا، اعتقاداً منه بضرورة دعمها: ((ولكن المرجعية ازدادت أهميتها ودورها في أوساط اتباع اهل البيت (عليهم السلام) عندما أخذت البلاد الإسلامية تتعرض للنفوذ والغزو الأجنبي، وتعرض الكيان الإسلامي لخطر الانحراف، ثم تعرض بعد ذلك لخطر الانهيار والزوال وسقطت الدولة الإسلامية، الأمر الذي جعل المراجع والمجتهدين أمام مسؤولية جديدة وهي الدفاع عن الوجود الإسلامي، ومن ثم العودة الى الإسلام بعد انحسار النظام الإسلامي عن المجتمع في مجال التطبيق الاجتماعي وحتى الفردي))، ففي نطاق مرجعية والده الإمام الحكيم كان سيدنا الشهيد مسؤولاً مباشراً عن الطلبة العراقيين وغيرهم ممن هم جديدي العهد بدخول الحوزة العلمية في النجف الاشرف، فكان يرعى شؤونهم العامة ويتدخل لحل مشاكلهم ومعاناتهم.

 

كما كان مسؤولاً عن بعثة الحج الدينية لتسع سنوات متوالية (1960 ـ 1968م) التابعة لوالده الإمام الحكيم (قدس سره) فيسافر كل عام الى الحج يلتقي المسلمين، من أجل بث الوعي الديني في صفوفهم وتعليمهم الأحكام الشرعية وتنظيم أمورهم الدينية، وحصل حينها على وكالة مطلقة مؤرخة في 11 ذي القعدة 1383هـ من الإمام الحكيم.

 

وعلى الصعيد الرسمي مثلَّ الإمام الحكيم في عدد من الأنشطة الرسمية، كحضوره في عدة مؤتمرات واجتماعات، منها حضوره مع العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم ممثلين والدهما في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة سنة 1965، والمؤتمر الإسلامي الذي عقد في عمان بالأردن في أعقاب نكسة 5 حزيران عام 1967م – 1387هـ.

 

 

 

وحين قام النظام البائد بعملية تسفير واسعة لعلماء وأساتذة وطلاب الحوزة العلمية في النجف الاشرف من الإيرانيين المقيمين في العراق، والعراقيين ذوي الأصول الايرانية، فأحتج الإمام الحكيم على ذلك بقطع زيارته لكربلاء التي كان يؤديها بمناسبة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر عام 1389هـ، فعاد مسرعاً الى النجف، وتم اعلان ذلك على الناس. وعقد اجتماعاً كبيراً للعلماء لمتابعة هذا الأمر، فيما اضطر النظام إلى إرسال وفد كبير من بغداد برئاسة خير الله طلفاح محافظ بغداد وعضوية الوزير حامد علوان الجبوري، ومتصرف كربلاء آنذاك عبد الصاحب القرغولي وبعض المسؤولين الآخرين للتفاوض حول الأحداث، وهنا قدم سماحة السيد محمد باقر الحكيم في محضر الوفد الأدلة الثبوتية على وجود قرار للنظام بمحاربة الاسلام والدين بعد ان أنكر الوفد ذلك، وعلى أثر هذا اللقاء تم ايقاف التسفيرات بصورة مؤقتة.

 

وفي عهد مرجعية الشهيد الصدر لم يتوان شهيدنا في دعم هذه المرجعية وتقديم المشورة لها، وبحكم امتلاكه تجربة ثرية في العمل الميداني المرجعي، وقدرة كبيرة على استشراف المستقبل وقراءة احداثه، اختصه الشهيد الصدر (قدس سره) بالمشورة والاستفادة من آراءه.

 

في صفر من عام 1397 ـ 1977 اندلعت اكبر انتفاضة شعبية بوجه البعثيين حيث شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء العراق، وكان مركز انطلاقها مدينة النجف

الأشرف، وشهد الطريق بين النجف وكربلاء اروع ملحمة بطولية سطرها أبناء العراق الغيارى، الامر الذي أدى الى تدخل القوات البرية المدرعة، والطائرات المقاتلة للسيطرة على المنتفضين، وارسل آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر سيدنا المجاهد ممثلاً عنه لتوجيه خطابه السياسي بالشكل الذي يحقق اهدافها في استمرار الشعائر الحسينية ويحبط مؤامرات النظام للالتفاف عليها، ولاشعار المنتفضين ان المرجعية معهم في موقفهم البطولي الرائع، وتمكن المجاهد السيد الحكيم من افشال مخطط النظام في ضرب الانتفاضة سياسياً.

 

دخول (شهيد المحراب) في عمق المرجعيتين وحركته الدؤبة والمتواصلة في تنضيج العمل المرجعي والتنظير له، جعله في قلب الحدث دائما، بل على فوهة المدفع. فعيون النظام السرية كانت تلاحق سماحته اطراف الليل وآناء النهار، وكان نصيبه الاعتقال، ففي عام 1972م اعتقلته الاجهزة الامنية مع عدد من العلماء وفي مقدمتهم السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وقد تعرض سماحته للتعذيب القاسي الشديد، حيث كان المعتقل الوحيد من بين المعتقلين الذي تم نقله الى بغداد، ولكنه صمد صمود الابطال ولم يكل او يستكين.. وعندما صدر قرار الإفراج عنه أصر على ان لا يخرج من السجن حتى يصدر قرار الافراج عن السيد الشهيد الصدر، وبالفعل تم إخباره بالافراج عن الشهيد الصدر (قدس سره)، حيث أطلق سراحه.

 

وفي عام 1974م قام النظام بحملة واسعة من الاعتقالات ضد الاسلاميين شملت سيدنا الحكيم ايضا وبرفقة شهيدنا الصدر، ولكن جذوة الجهاد لم تخفت عنده، واستمر سيدنا المجاهد في نهجه الجهادي ضد النظام العفلقي حتى انطلقت انتفاضة صفر الاسلامية المباركة عام 1977م، بسبب تدخل النظام في الشعائر الحسينية ومنعه لأبناء الشعب العراقي من أداء مراسيم المواكب والزيارة مشياً على الاقدام للامام الحسين (عليه السلام) فتم اعتقاله من جديد وتعرض في هذه المرة لسلسلة من التعذيب النفسي والجسدي الشديد ومن ثم الحكم عليه بالسجن المؤبد. واطلق سراحه بعد حوالي سنة ونصف.

 

الملتقى الأسبوعي

 

بناء جيل وتنشئة كادر متكامل ومتوازن في شخصيته الإسلامية، قضية أرقت السيد الشهيد طوال حياته، وأقلقته اكثر حينما شاهد الحملة الظالمة والضاغطة على اتباع اهل البيت (عليهم السلام) تأخذ أبعاداً عديدة، يقودها تجار التشكيك المتمرسين في قلب المفاهيم، والانتهازيون اللذين يصفقون للباطل مثلما يهتفون للحق، ويقودها أيضاً ذوو الاختصاص في تصدير الفكر الملغوم وتفجيره في الأوقات التي يكون أفراد الجماعة الصالحة أحوج ما يكونون إلى وضوح الرؤية ونقاء المفهوم، مما جعل الشاب الشيعي يفتح عينيه على قائمة من التشكيكات الفقهية والعقائدية والسياسية والأخلاقية وبالتالي تفتيت روحه المعنوية وتهميشه أو إخراجه من ميدان الصراع. وقد التفت الشهيد الى نوايا الاستعمار بأطيافه وأدرك ضخامة المؤامرة التي تحاك ضد اتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وان الحرب حرب على كل الجبهات دون استثناء، وكالمعهود منه في شجاعته وإقدامه على اقتحام مواقع الخطر بروح قتالية عالية، حيث أقام ملتقاه الاسبوعي في داره بقم المقدسة وهو في قمة الانشغال بالعمل السياسي وبقضية العراق وتداعياتها. في قم يعتلي المنبر ويسترسل في محاضرته التي قد تطول لأكثر من ساعة، وتكون مشحونة بفكر أهل البيت وتعاليمهم وبيان ما يريده الله تعالى وما يكرهه، مضافاً إلى بيان ما يدور في الساحة وعلى كل الأصعدة ومن ثم إعطاء الموقف العملي تجاهه. وبمرور الزمن أمسى شهيدنا رمزاً يؤمه الباحثون عن الحقيقة ومجلسه ملاذاً يقصده الواعون والحريصون، فقد أيقنوا انه يغرس فيهم روح الإسلام الأصيل، ويغذيهم بسلاسة طرحه وعمق استدلاله.

 

الشهيدان

 

لا أحد يعرف على وجه الدقة متى بُذرت بذرة العلاقة الأخوية بين الشهيدين، الشهيد المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر والشهيد السيد محمد باقر الحكيم، فكل ما يعرف عنهم هو امتداد جسور الصداقة والعلاقة حينما كان (شهيد المحراب) تلميذاً لدى الشهيد الصدر يدرس عنده الجزء الثاني من الكفاية وقسماً من المكاسب في حدود عام 1376هـ، ثم حضوره البحث الخارج لدى الشهيد الصدر . في هذه الحقبة الزمنية يعرف جميع المقربين منهما ان أواصر الصداقة وعرى الاخوة التحمت بينهما، بحيث ان الشهيد الأستاذ لا يتعامل مع الشهيد تلميذه من موقع الأستاذية وانما من زاوية الاخوة التي انصهروا فيها معا، خصوصا وان (شهيد المحراب) كان من المتميزين في تحصيله العلمي والبارعين في نقاشاته الفنية ذات الطابع العلمي. وقد انعكست هذه الاخوة في الله بينهما على مجمل تفاصيل حياتهما،

فأضحت الهموم مشتركة بينهما، والطموحات والآمال يتقاسمونها معا، ولذا نلاحظ ان حركة شهيدنا الجهادية والعلمية كانت الى حد ما تعبر عن رؤى وآفاق شهيدنا الصدر (قدس سره)، فكما استأنس (قدس سره) في هذا الجانب بقناعات أستاذه، أيضا تأثر بأخلاق وتقوى أستاذه الأول وأبوه الأمام الحكيم (قدس سره).

 

التبليغ الإسلامي

 

لم تقتصر هموم (شهيد المحراب) على الدرس والتدريس والتأليف، وانما امتدت الى ابعد من ذلك، فأفقه اوسع من ان يحصره بالحاضر ويتقوقع فيه، فكان يخطط وينظر لاحتضان الاجيال القادمة التي ستواجه الحضارة الغربية بكل اغراءاتها ونظرياتها، فأهتم بتربية كادر متخصص في العمل التبليغي وضمن المواصفات العلمية الحديثة مستفيداً من تجربته في زمن مرجعية الامام الحكيم، فقد مارس التبليغ في مدينة الكوت لمدة شهرين تقريباً بطلب من والده المرجع الأعلى بالتبليغ الاسلامي. وتحرك وبتوجيه من ابيه الامام الحكيم وبتعاون من الشهيد الصدر (قدس سره) نحو تأسيس (مدرسة العلوم الإسلامية) في إطار مرجعية الامام الحكيم في النجف الأشرف سنة 1384هـ، التي أثمرت في تخريج عدد من الدارسين ممن حملوا فيما بعد راية نشر الوعي الاسلامي في العراق ومختلف بقاع العالم الاسلامي. وفي ايران أسس مدرسة (دار الحكمة للعلوم الدينية) ومهمتها تخريج دفعات من العلماء والمبلغين، وانفق في سبيل ذلك الكثير من الاموال والجهود.

 

 

الشهيد في المهجر

بعد أن نفذ النظام المجرم جريمته الكبرى باعدام السيد الشهيد الصدر في أوائل نيسان عام 1980م، اتخذ سماحة السيد الحكيم قرار الهجرة من العراق لقيادة عملية الجهاد ضد النظام العفلقي الدموي، حيث أصبح بقاؤه مستحيلاً في ذلك الوقت، فكانت هجرته المباركة في أوائل تموز عام 1980م بشكل سري عن طريق احدى الدول العربية المجاورة وصولاً الى سوريا، قبل عدوان النظام الصدامي على الجمهورية الاسلامية الايرانية بحوالي الشهرين والنصف.

منذ اللحظات الاولى لخروج الشهيد من العراق في تموز عام 1980، توجه على الفور نحو تقييم الوضع في العراق ووضع الخطوط الاستراتيجية الثابتة للعمل، وتشخيص اسلوب العمل الجهادي للمواجهة، وتنظيم المواجهة ضد نظام صدام، وتعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه من اجل دفعها لتحمل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام، فأمضى مدة ثلاثة اشهر في سوريا يعمل فيها بصورة غير علنية، وكتب في ذلك بحثين مهمين.

 

وبعد التوصل الى صورة واضحة عن المسائل المطروحة والاتفاق مع اطراف الساحة وشخصياتها توجه سماحته في أوائل تشرين الاول عام 1980 بعد بدأ العدوان الصدامي على ايران بأيام قليلة نحو الجمهورية الاسلامية ضيفاً على الامام الخميني (قدس سره)، فخصص له منزلاً مجاوراً لمقره (قدس سره)، واولاه عناية كبيرة واهتماماً ملحوظاً ومتميزاً.

 

وما ان علمت الجماهير العراقية المجاهدة الموجودة في ايران بقدومه حتى تحركت نحوه في وفود شعبية وعلمية كبيرة، ومن حينها اعلن المواجهة الشاملة ضد نظام صدام المجرم، فكان أول شخصية عراقية علمائية معروفة تعلن في تصديها لمواجهة نظام صدام عن اسمها بصراحة عبر الصحف والاذاعات وصلاة الجمعة في طهران . ثم اجرى الحوارات مع كل الاطراف السياسية الاسلامية العراقية لايجاد مؤسسة سياسية تتولى ادارة التحرك الاسلامي العراقي وتوحيد مواقفه السياسية، وأسفرت تلك الحوارات عن تأسيس (جماعة العلماء المجاهدين في العراق)، غير ان بعض التطورات التي حدثت ادت الى تجميدها عملياً، فتأسس (مكتب الثورة الاسلامية في العراق).. وبعد مخاضات متعددة اسفر ذلك النشاط المتواصل والجهود الكبيرة عن انبثاق (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) في أواخر عام 1982م – 1402هـ، وانتخب سماحته ناطقاً رسمياً له وأوكلت له مهمة ادارة الحركة السياسية للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق على الصعيد الميداني والاعلامي. ثم في عام 1986م أصبح سماحته رئيساً للمجلس حتى شهادته، بعد انتخابه للرئاسة وبصورة متكررة من قبل اعضاء الشورى المركزية.

 

وقبل أن يتشكل المجلس الاعلى سعى سماحته نحو ايجاد قوة عسكرية مدربة تدريباً جيداً تتكفل مقاومة نظام صدام. فوجّه نداءاته للشباب العراقي الذي انخرط في تعبئة

سميت بـ(التعبئة الاسلامية) فأولى سماحته عنايته الخاصة لهذا التشكيل الذي كان له دور مهم في عمليات التصدي للعدوان الصدامي على الجمهورية الاسلامية، وتصعيد الحالة الجهادية لدى العراقيين.

 

وعلى صعيد آخر بدأت تتكون في الساحة العراقية قوى الجهاد في داخل العراق والتي لبت نداءات سماحة السيد الحكيم، فنفذت عمليات استشهادية ضخمة في بغداد زعزعت استقرار النظام من قبيل تفجير وزارة التخطيط، ووكالة الانباء العراقية، ومقر القوة الجوية، وغير ذلك من العمليات الضخمة التي كان لها دور سياسي مهم واعلامي واضح، وبعد انبثاق المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اتخذت الحركة ضد نظام صدام طابعاً أكثر وضوحاً على الصعيدين العسكري والسياسي، فعلى الصعيد العسكري تشكلت في البداية، أفواج الجهاد، ثم تطورت لتصبح فيلقاً عرف باسم (فيلق بدر)، اما في الداخل فقد تشكلت قوات المقاومة الاسلامية والجهاد، حيث نفذت عمليات كبيرة داخل العراق وكان لها صدى أكبر في مناطق الأهوار خلال الحرب العراقية – الايرانية، لكنها بعد انتفاضة شعبان عام 1991 تطورت وانتشرت داخل المدن العراقية المهمة وقامت بعمليات كبرى، منها قصف القصر الجمهوري بصواريخ الكاتيوشا ثلاثة مرات خلال عام 2000 و2001. وشيئاً فشيئاً تحول المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بسعي وجهود رئيسه، ودعم المؤمنين لهذه الاطروحة السياسية الجهادية الى مؤسسة سياسية مهمة ومعروفة لها وزن كبير على الصعيد الدولي.

 

كان الهاجس الدائم لسماحة السيد الحكيم هو تحقيق السُبل الكفيلة بانقاذ الشعب العراقي من ظلم نظام صدام.. وكان هذا الهاجس واضحاً كل الوضوح في تفكير وحركة سماحته، فهو لم يغفل لحظة واحدة في بيان المأساة التي يعانيها هذا الشعب في ظل نظام صدام، وكان يرفع صوته ويبرق برسائله ومذكراته الى الامم المتحدة وأمينها العام، وملوك ورؤساء البلاد العربية والاسلامية في كل مناسبة، يطالبهم فيها باتخاذ التدابير اللازمة برفع الظلم عن الشعب العراقي. وعلى هذا الصعيد، فقد قدم أبعد حدود الدعم لتأسيس المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق، وهو مركز يعتني بجمع الوثائق عن انتهاكات نظام صدام لحقوق الانسان في العراق والاستفادة منها في فضح النظام في اوساط المجتمع الدولي، كما شجع على التحرك في أروقة الامم المتحدة، وتحرك بنفسه حتى التقى بالأمين العام (خافيير بيريز ديكويلار) في عام 1992م. وشجع كذلك على ارسال الشهود والوثائق المرتبطة بالسجناء الى

مؤسسات الامم المتحدة المعنية، وكذلك التحرك على منظمات حقوق الانسان في البلدان الاوربية وبعض البلدان الآسيوية

 

وقد أجبرت تلك الحركة وذلك الضغط الامم المتحدة على الاستجابة للاصوات المطالبة بايقاف القمع عن العراقيين وايلاء قضية الشعب العراقي ومعاناته أهمية خاصة ترجمت بشكل علني من خلال البيانات والنداءات التي أصدرتها الامم المتحدة في مواقع متعددة تتعلق بادانة انتهاكات النظام لحقوق الانسان في العراق

 

الشهيد والعودة الى الوطن

 

انعم الله تعالى على ابناء الرافدين بان انتقم لهم من الطاغوت المتجبر شر انتقام، وفسح بذلك المجال لأتباع اهل البيت (عليهم السلام) كي يأخذوا دورهم ويسعوا لإحقاق حقوقهم ونيل الاستقلال الكامل لعراق ما بعد صدام.

 

وبهذه الاشراقة الجديدة عزم الشهيد على العودة الى العراق للوقوف مع ابناء شعبه في محنتهم مواسياً لهم ومباركا لهم، ففي يوم الاحد 9 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 11 مايو 2003 وطأت قدما شهيدنا ارض الفيحاء بعد غياب دام قرابة الربع قرن، في رحلة تاريخية قادته الى مدينة اجداده النجف الاشرف، بعد مروره بمدينة البصرة والناصرية والسماوة والديوانية.

 

وكان لهذه العودة المباركة أصداء واسعة في وسائل الإعلام المختلفة على مستوى المنطقة والعالم: (عاد آية الله باقر الحكيم، زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وهو أكبر جماعة شيعية إسلامية في العراق إلى البلاد بعد 23 عاما قضاها في المنفى بايران، وسط توقعات بأنه سيكون له دور بارز في مستقبل البلاد. لدرجة دفعت البعض للقول ان و اشنطن تخشى ان تكرر عودة الحكيم السيناريو الذي حدث في ايران عام 1979 حينما عاد الخميني.

 

يبلغ آية الله محمد باقر الحكيم الثالثة والستين من العمر، وهو ينتمي إلى إحدى أكثر العائلات الشيعية المعروفة في العراق. وكان والده زعيما دينيا للطائفة الشيعية وتوفي 1970. وحمل ابنه هذا الإرث وانخرط في الحياة السياسية التي كانت تعارض التوجهات العلمانية لكل من حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي وبعد أن قويت شوكة حزب البعث في السلطة في العراق في السبعينيات، تعرض باقر الحكيم للسجن والتعذيب، وقُتل عدد كبير من أفراد عائلته. وبعد اندلاع الحرب مع إيران عام 1980، لجأ إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث أقام المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وجناحَه العسكري الذي يطلق عليه اسم كتائب بدر. وبعد انهيار نظام صدام حسين في العراق عاد باقر الحكيم إلى البلاد)). وصل الى مدينة النجف محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وكان في استقباله عشرات الآلاف من العراقيين. وكان الحكيم (66 عاما) زار البصرة السبت والناصرية والسماوة الاحد حيث كان عشرات الآلاف في استقباله في كل محطة من محطاته.

 

ودعا في خطبه الى بناء « نظام اسلامي عصري ينسجم مع اساليب هذا العصر والزمان ومع التطورات الاجتماعية الموجودة في هذا

 

الزمان»، رافضا « حكومة مفروضة» على العراقيين. وقال الرجل الثاني في المجلس الاعلى عبد العزيز الحكيم في تصريح لوكالة «فرانس برس» في النجف ان «عودة السيد محمد باقر الحكيم هي رجوع قائد عظيم الى بلده ومدينته النجف».

 

الالتحاق بالرفيق الاعلى

 

في الثلاثين من آب 2003، صدم العالم الاسلامي بانطفاء نور من الانوار المحمدية الاصيلة، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، فبعد انتهائه من صلاة الجمعة وخروجه من الصحن الحيدري الشريف تعرض موكب سماحته لعملية تفجير قام بها القتلة بواسطة سيارة مفخخة أدت الى استشهاده وتناثر اشلاء جسده الطاهر، ظناً منهم، ان المسيرة الحسينية ستنكفئ وتتهاوى، لكنهم

نسوا او تناسوا ان الشهيد الحكيم حي في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين، وان دمه الطاهر سيكون شعلة وضاءة يقتبس منها الاحرار.

 

منقول بتصرف

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here