عادل عبد المهدي
في 5/6/2011 كتبت الافتتاحية تحت العنوان اعلاه.. رأيت مفيداً اعادة نشرها:
“ماذا لو عاد يزيد قبل ساعة من مقتل الحسين عليه السلام.. فهل سيمضي في جريمته ويتحمل كل ما حل به في الدنيا والاخرة؟
ماذا لو عاد صدام، قبل الاعدامات الكبرى والحروب الداخلية والخارجية او الموقف من الانتفاضة الشعبانية، واعمال القتل والتعذيب والسجن.. فهل سيمضي في اي من هذه الجرائم التي لم تزد من حاربهم الا عزماً وقوة وانتصاراً.. وقادته في النهاية الى الهزائم النكراء وحبل المشنقة.
ماذا لو اعطي مبارك او القذافي وغيرهما فرصة العودة الى يوم قبل القاء “خطاب المواجهة” واتهام الشعب بالعمالة.. ماذا لو استطاع الحكام اعادة عقارب الساعة الى الوراء.. فهل سيسلكون ذات النهج؟ ام سيرعوون بعد المصير المأساوي الذي اصابهم.. والاذى الكبير الذي وقع بهم وبعوائلهم؟
فالحكام الذين لا يراجعون التاريخ ولا ينظرون للمستقبل، ويحجرون عقولهم على معايير القوة لديهم والضعف لدى خصومهم، يظلمون انفسهم وشعوبهم. فالموازين متغيرة. لا تحكمها فقط قوة السيف والبطش والسلطة، والا ما سقطت امبراطوريات وانهارت عروش.. ولو كانت موازين القوة مستقرة لما وصلت الى من بيدهم مقادير الحكم اليوم. فالتغير والتبدل والتداول هو سنة الحياة. فالمستبدون الذين يسمعون لنصائح مستشاريهم، وكتّاب تقاريرهم يسمعون صدى عنجهيتهم واستبدادهم.. فهؤلاء مرآة الحكام.. يُسمعونهم ما يرضيهم ويفرحهم، عند مدحهم او سب خصومهم. وليعلم المسؤولون ان خير المستشارين -عند الخلاف وبناء المواقف- هم “المعارضون” الاصدق والاكثر اقتراباً لكشف الحقيقة امام المسؤول، له او عليه.
ماذا لو اعاد الحكام عقارب الساعة الى الوراء.. فقد نكفي الشعوب كثيراً من المآسي والمظالم وضياع الوقت والفرص.. وقد نكفي الحكام انفسهم احكام التاريخ القاسية بمقاساتها الدقيقة.. “ومن يعمل مقدار ذرة شراً يره”.
حدثنا مسؤول اجنبي كبير قال لديهم في بلدهم تقليد، بان يبدأ اول يوم عمل للرئيس بعد انتخابه بجلسة مع رقيب بمستوى اداري بسيط ليقول للرئيس.. اعلم انك ستمتلك قدرات كبيرة.. وهي ليست لك بل للموقع.. وبانك ستتمتع بصلاحيات واسعة وهي ليست دائمة بل مؤقتة. لذلك نقول ان عقارب الساعة قد تبقي عيون المسؤول ووعيه متفتحاً ان احسن النظر.. وقد تكون عقارباً قاتلة سامة بكل معنى الكلمة ان اصابه الغرور والطمع.”
