باحث في شؤون الارهاب: العراق يسعى لضمان خطة أمنية دون جدوى

0
688

ناقش الباحث في شؤون الارهاب علي الطالقاني خطط العراق الأمنية والتي قال عنها انها دون جدوى للقضاء بشكل تام أو الحد من العمليات الارهابية الكبيرة، جاء ذلك خلال منتدى الأفكار الذي يناقشه مجموعة من الباحثين والصحفيين بشكل دوري.

وقال الطالقاني برغم الأخبار التي تركز على عمل تنظيم القاعدة في المناطق الغربية والشمالية ومناطق حزام بغداد، ان التنظيم يعمل بلا مركزية عبر خلايا صغيرة منتشرة في محافظات العراق عبر أفراد قلائل، وان مواجهته معقدة وخصوصاً مع فقدان المعلومة الاستخبارية.

وكشف الكاتب في مناقشته عن عدد الضحايا الذين يسقطون يومياً بسبب أعمال الارهاب فقد قال الكاتب قتل خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكثر من 900 عراقي. ليصبح مجموع الضحايا خلال عام 2013 أكثر من سبعة آلاف مواطن.

ويعتقد الكاتب ان الخلل في خطط معالجة الارهاب تكمن في تشكيلة القيادات الأمنية وقدرتها على العمل بشكل مهني بعيداً عن الدوافع السياسية وقدرة هذه التشكيلات على إدارة الملف الأمني بعيداً عن البيروقراطية التي تعمل على إفشاء الفساد.

وأعتبر الكاتب ان عدم وجود اشراف وتنسيق كافيين على استراتيجية شاملة لمواجهة الارهاب زاد الأمر تعقيدا كما ان الملف الأمني مازال محصورا بمكتب رئيس الوزراء مما سبب ضعفاً واضحاً في العمل بسبب حصر القرارات هناك.

وبرغم العمل الرائع الذي يقوم به جهاز مكافحة الارهاب وباقي القوى الأمنية المهتمة وقيامها بعمليات كبيرة ونوعية لايخفى ايضاً أن هذا العمل يدار ضمن نطاق مكتب رئيس الوزراء.

 

ويعتقد الكاتب أن العنف في العراق امتداداً للعنف الدائر في سوريا، حيث برزت مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية، وعلى الأغلب أن

حراك تنظيم القاعدة في سوريا والعراق اندمج في صراع ممتد عبر الحدود مما أوجد غرفة عمليات مشتركة وقد يضع العراق على حافة الانهيار الأمني.

وتضع الاعمال الارهابية التي تطال أغلب محافظات العراق القادة السياسيين في موقف صعب، ومع اقتراب موعد الانتخابات فأن ابعاد التوتر الأمني قد تكون وخيمة على المواطن نتيجة الخلافات السياسية.

ويرى الكاتب علي الطالقاني ان القوى السياسية تفكر بطريقة حزبية و طائفية ضيقة كما ان الارهابيين مدعومون من جهات سياسية وبطرق مباشرة وغير مباشرة.

سعي لضمان خطة أمنية

وحول ضمان جدوى الخطط يقول الكاتب ان العراق تبنى رؤية تتمحور حول سياسة تتصدى للارهاب، إلا أن هذه السياسة لم تحظ باجماع القوى السياسية والاجتماعية على المستوى الداخلي أما على المستوى الخارجي فان العراق وقع ضحية الصراع الإقليمي الذي يسعى لتحديد هوية الحكومة العراقية.

وأضاف الكاتب ان العراق بعودته الى واشنطن من اجل تنشيط العلاقة مؤخرا قال عنها انها لم تكترث كثيرا لما يجري في العراق وكان يمكنها على الاقل ان تشخص بعض الدول الخليجية على انها داعمة للارهاب لكنها لم تكن واضحة بهذا الخصوص لأسباب ومصالح لها مع تلك الدول، لكنها أصرت أن تفعل ذلك مع ايران وحزب الله.

ووصف الطالقاني اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، ورئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، حول مكافحة القاعدة في العراق، لم يكن مجديا بصورة كافية فان اوباما لم يكشف عن أي عرض جديد بتقديم الدعم العسكري. بحسب قوله.

واستشهد الكاتب بتصريح رئيس المؤتمر العراقي احمد الجلبي الذي قال فيه ان زيارة المالكي الى واشنطن غير ناجحة وكان مخطئاً. وان قادة الحزبين الجمهوري و الديمقراطي انتقدوا حكومة المالكي في سياسته و علاقاته مع شركائه.

وتسائل الطالقاني عن أمكانية استثمار مؤتمر جنيف 2 ودور العراق فيه من اجل استقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب، والحد من الاحتقان الطائفي.

ويرى الكاتب ان عدة عوامل تعمل على تأجيج الصراع في العراق.

اولا، دور صراع القوى الإقليمية في العراق، إذ يرى محللون ان ايران لها علاقة وثيقة مع بعض قادة العراق ويرى الايرانيون ان السياسة العراقية هي امتداد للمشروع الايراني في المنطقة. أما السعودية هي الأخرى لاتريد من العراق الخروج عن طاعتها التي لم تجدها في العراق.

ثانياً، ان العراق محاصر بين السياستين مما خيب أمل العراقيين إزاء سياسة الحكومة العراقية. واتبع العراق سياسة الدفاع عن نفسه بدلا من ردم الفجوة بينه وبين تلك الدول مما ساهمت هذه الدول بتكوين جماعات مسلحة مختلفة الاتجاهات تعمل لمصلحة هذه الدول.

وختم الكاتب مناقشته بأن مشكلة انعدام الأمن يمكن أن تجبر الحكومة العراقية على القيام بدور أكثر فاعلية وهذا يحتاج الى تحديث النظام الأمني وسبل الرقي بطرق مكافحة الإرهاب. مما يستدعي الحكومة العراقية أن تنظر في تطبيق برنامج يتطلع الى آفاق سياسية مرتبطة بالأحداث التي تجري في المنطقة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here