الدين الامريكي.. والخسارة العراقية

0
725

عادل عبد المهدي

ارتفع الدين الامريكي العام (328) مليار دولار خلال يوم واحد فقط من توقيع الرئيس اوباما لقانون الدين.. ليبلغ (17.075) ترليون دولاراً.. وهو يزداد بمعدل (2.60) مليار دولار يومياً..

مشيراً لتراجع مضطرد للاقتصاد الامريكي.. وخطورة اعتماده المتصاعد على الدين.. وتراجع قيمة العملة.. وتحميل الاجيال القادمة والاقتصاديات الاخرى الاعباء، لتمويل الخزانة وتشجيع الصادرات.

بقي سعر الدولار ثابتاً (1792-1933)، وكان يمثل (1) على (20) من اونصة الذهب. وخلال الفترة (1933-2013) انخفض بالنسبة للذهب حوالي (97%)، اي بمعدل (1.21%) سنويا.. فـ (6765) دولاراً اليوم تعادل (100) دولاراً قبل (80) عاماً. وتساوي اونصة الذهب عالمياً الان (1352.9) دولاراً عموماً، وكانت تعادل (416.3) في (2003)، فانخفض الدولار (3) مرات بالنسبة لسلعة الذهب خلال عقد واحد. وانخفض مقارنة بالعملات (25%) من قيمته في (2003-2008) اي (3-4%) سنوياً كمعدل عام.. وانخفض امام اليورو (45%) في تلك الفترة، وامام اليوان الصيني (18%).. مما يهدد بازمة عالمية قد تفوق بكثير ازمة الثلاثينات.

يغطي الدين صناديق الدعم الاجتماعي الامريكي.. و(12%) الاحتياط الفيدرالي.. و(11%) الصين (1.4 ترليون دولار سندات خزينة)، وبقية دول ومصارف العالم عبر الصناديق والمصارف الخاصة او الحكومية.

عانى العراق دائماً من اثار الدين الامريكي وتراجع الدولار.. فالنفط مرتبط عالمياً بالدولار.. ويعني انخفاض قيمة الدولار (5%) سنوياً خسارة (7.5 مليار) دولار لواردات تقدر بـ (150) مليار دولار.. ولاننا بلد مستورد، وصلت استيراداته المعلنة لخمسين دولة –حسب الاحصاءات الاوروبية- حوالي (50) مليار دولار عام (2012)، فان ارتفاع العملات الاوروبية والاسيوية بالنسبة للدولار ستعني خسائر بمليارات الدولارات ايضاً.. وهذه امثلة ليس الا.. اما اثار الخسائر للتبادل اللا

متكافىء، فطابعها بنيوي وخطير على اقتصاديات العراق والعالم الثالث.. وهي بعض ما يفسر كيف يساعد افقار الجنوب، وانتقال القيم الحقيقية منه الى الدول المتقدمة، في حل او تخفيف الازمات التي تراكمها سياسات الرفاه والانفاق التي تتجاوز قدراتها الاقتصادية الحقيقية.

اقتصادنا جزء من اقتصاد عالمي.. ففي (2009) اضطربت اوضاعنا مع الازمة المالية الامريكية والعالمية، فتراجعت النشاطات وانخفضت اسعار النفط مهددة مواردنا.. والازمة قائمة وتتعمق وتهدد الجميع والعراق منهم. فهل ستشغلنا الشعارات والسياسات السطحية والفاشلة عن الاسراع بالانطلاق وبناء اقتصاد حقيقي.. لنخفف ولو جزئياً من الاثار.. ام سنستمر بسلوكنا العبثي واللامسؤول.. ونواصل الشكوى والبكاء.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here