زاهر الزبيدي
في خطوة تدعوا للتفاؤل والغبطة .. تقوم وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي بتشييد الساعة السكانية للعراق على شكل شاشة عملاقة سطح بنايتها ستعطي نسبة الزيادة الحاصلة بعدد سكان العراق في الدقيقة الواحدة وعلى مدار الساعة .. حيث ستسجل تلك الساعة كل ولادة تحصل على مدار الثانية والدقيقة والساعة .
ولكننا نعتقد بأننا بحاجة الى ساعة أخرى بشاشة كبيرة تُنصب فوق مبنى وزارة الداخلية وهذه الساعة تعطي نسبة التناقص في عدد سكان العراق نتيجة للعمليات الإرهابية والإنتقامية المتعددة الأشكال والأنماط ، لم تستطع تلك الوزارة إيقافها أو الحد من فعالياتها .. على أن تسجل تلك الساعة ما نفقده من أرواح العراقيين على مدار اليوم بالثانية والدقيقة والساعة وبالتنسيق مع دوائر الطب العدلي في كل المحافظات .. كما تسجل لنا أعداد قتلى الحوادث المرورية التي بلغت 75 ألف حالة وفاة خلال الثلاث عقود الماضية ــــ حسب احصائيات وزارة الصحة ــــ كذلك تحصي لنا قتلى الثأر العشائري ومن أكلتهم الأمراض الخبيثة .. نحن بحاجة لتلك الساعة لنعرف يومياً كيف نفقد أرواح أبناءنا .. عسى أن يذكرنا فقدنا أرواحهم هذا بحتمية العمل الدؤوب على إيقاف دقاتها المشؤومة الى الأبد .
نفرح كثيراً بزيادة نسبة المواليد تلك التي توقعتها اللجنة الوطنية للسياسات السكانية التي قد تصل الى 800 ألف نسمة سنوياً بمعدل فرد واحد كل 40 ثانية ومع كل التحديات الجسيمة التي تواجه تلك الزيادات ؛ هناك تحديات أكبر وأصعب توجهنا اليوم في إيقاف حالات النقصان التي تقرض في أعداد أبناء شعبنا ، فقد قدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” عدد الشهداء والجرحى ما يقارب 3112 ضحية ، مقابل 2834 ضحية في آب ، و 3383 ضحية لشهر تموز .. علينا تذكر تلك الأرقام يومياً وأن ندخلها في أجنداتنا ونحاول أن نضع حداً نهائياً لتلك الفجائع الإنسانية التي يتعرض لها أبناء شعبنا الصابر وإلا فإن تلك الساعة سوف لن تتوقف عن الرنين في آذاننا معلنة كل ثانية عن موت جديد .. وقانا الله شره .. وحفظ الله العراق .
