صحيفة ستار البريطانية: تركيا تأزم الصراعات في العراق

0
835

في تقرير نشر على الصفحات الاولى لصحيفة ذا مورننك ستار البريطانية كتب عدد من المحللين تقريراً اشاروا فيه الى ان « دخول القوات التركية الى العراق أثار توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بسحب هذه القوات ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي. وتسيطر قوات البشمركة الكردية التي تقيم علاقات جيدة مع أنقرة على خطوط التماس مع مدينة الموصل التي تخضع بنحو كامل لسيطرة تنظيم «داعش. وتقع بلدة بعشيقة تحت سيطرة قوات البيشمركة، لكنها ليست جزءا من حدودها الرسمية الخاصة بإقليم كردستان.»

كما اشاروا الى ازمة تركية كردستانية ايضاً حيث قالوا ان « بقدر ما تحمله الازمة الحالية بين اقليم كردستان وتركيا من تعقيدات، فهي تتعدى كذلك ما يصرح به في العلن، وتتجاوز بكثير قضية تواجد بضعة الاف من عناصر العمال الكردستاني في اقليم كردستان العراق، الانجازات المختلفة لكرد العراق من فدرالية كردية دستورية وتفعيل حقيقي للدور الكردي في الحكومة المركزية والمشاركة الكردية الفعالة في اتخاذ القرارات المصيرية على الساحة العراقية، تلك الانجازات تشكل محور الازمة التركية الكردية القائمة، والهاجس التركي هذا لا يقتصر على تيار او طرف تركي مندون آخر، على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم السياسية .»

كما اضافوا ان « قيادة العمليات المشتركة العراقية فندت مزاعم تركية جاءت على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفادها أن جنوداً أتراكاً كانوا متمركزين في معسكر «بعشيقة» شمالي العراق قرب الموصل قتلوا 18 جهادياً إثر تعرضهم إلى هجوم من قبل تنظيم «داعش». ونفت هذه القوات في بيان «وقوع أي اشتباك بين القوات التركية المتوغلة داخل الأراضي العراقية وعناصر داعش الإرهابية سواء في بعشيقة أو غيرها من المناطق».

كما اوضحوا ان « تنظيم «داعش» يطلق بعض قذائف الهاون على المنطقة وليس على القاعدة بشكل محدد، والرد على هذه الهجمات تتولاها قوات البشمركة بشكل روتيني. ونشرت تركيا بداية شهر كانون الأول/ديسمبر كتيبة من 150 إلى 300 جندي وعشرين آلية مدرعة في معسكر بعشيقة بشمالي العراق قالت إنها لضمان حماية المستشارين العسكريين الأتراك المكلفين بتدريب مقاتلين عراقيين في التصدي للتنظيم. «

واضافوا ان « بعض القوات زحفت إلى قاعدة أخرى داخل إقليم كردستان شبه المستقل وقالت إنها ستواصل سحب القوات من نينوى. لكن الرئيس التركي طيب اردوغان قال إن الانسحاب الكامل غير وارد وكرر العبادي لنظيره التركي أحمد داود أوغلو القول إن بغداد لم توافق على نشر القوات. وقال العبادي «ما من سبب يجعل الحكومة التركية ترسل مدربيها إلى مناطق عميقة داخل الحدود العراقية مثل الموصل لكي تعرض مدربيها للخطر» مضيفاً أن تنظيم داعش لا يشكل خطرا على تركيا من داخل العراق. وتقع بعشيقة على بعد 90 كيلومتراً تقريباً من الحدود التركية.»

كما اشاروا الى ان « الدول العربية طالبت تركيا بسحب قواتها من شمال العراق دون قيد أو شرط ووصفت التدخل التركي بأنه «اعتداء على السيادة العراقية وتهديد للأمن القومي العربي». وقال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماع طارئ لهم عقد بمقر الجامعة بالقاهرة «مطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فوراً من دون شرط أو قيد.» وأضاف أن الوزراء طالبوا تركيا أيضا «الالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلا مهما كانت الذرائع.» كما عدّوا ان «التوغل التركي يشكل «انتهاكاً سافراً لاهم احكام ومبادئ ميثاق الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص باحترام السيادة وحسن الجوار». وعبر العربي عن دعم الجامعة العربية الكامل» للجهود الدبلوماسية التي تبذلها العراق لاحتواء الموقف بالطرق الدبلوماسية والمباحثات الثنائية من اجل اقناع تركيا بسحب قواتها من الاراضي العراقية».

وابدوا أملهم ان «تقوم الحكومة التركية بالاستجابة الفورية للمساعي العراقية في هذا الشأن (انسحاب القوات العسكرية) وعدم تكرار تلك الخروقات والافعال الاحادية الجانب التي تمس السيادة العراقية وتعرض الامن القومي العربي لمخاطر كبيرة».

وبالانتقال الى الشأن التركي الروسي ومدى تجاذب هذه الاطراف مع كل من العراق وسوريا اشاروا الى ان « قادة تركيا التي وصفتهم الخارجية الروسية بأنهم «انفصلوا انفصالا كاملا عن الواقع المعاش في المنطقة»… او كما اتهمهم بوتين بذهاب «العقل»… دخلوا المنطقة «الحرجة» بالنسبة للروس، وهم يحاولون بشتى الوسائل الحصول على جزء من التسوية الدولية المفترضة للازمة السورية والعراقية المقبلة، بل يحاولون الحصول على جزء كبير منها، ربما على حساب روسيا والولايات المتحدة الاميركية أيضاً… وهنا بدأ الصراع المخفي سابقا يتحول الى صراع يلعب فيه الجميع بأوراق مكشوفة تماماً بخطوات وتصريحات لا تحتاج الى تأويل.»

وبحسب الظاهر فان التقاطع بين الموقفين كبير للغاية ولا يمكن ردم الهوة الواسعة فيما بينهما، اما الولايات المتحدة الاميركية التي ترغب باحتواء تنظيم داعش أولا وحل الازمة السورية بشكل سياسي ثانيا، مع ضمان مصالحها الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط، فيبدو انها ترفض مبدأ اقحام تطبيق نظام مستنسخ قد تفرضه تركيا او السعودية بالقوة في سوريا.

كما اكدوا ان « الموقف التركي الذي بانت ملامح تقاطعه مع الجانب الاخر، سيما وانه رفض الوجود الروسي وبقاء النظام السوري ككل، إضافة الى تبنيه لعنوان التدخل المباشر (خصوصا العسكري) في الازمة السورية، وكانت من نتائجه اسقاط الطائرة الحربية الروسية وإدخال القوات التركية الى شمالي العراق، وما سبقها من دعم للجماعات المسلحة «الإرهابية» داخل سوريا لفرض واقع الحال وخلط الأوراق فيها، فيما دعمت السعودية هذا الموقف عبر مؤتمر موسع للمعارضة السورية بعد ان اشركت جهات مسلحة مصنفة على انها إرهابية، مقابل استبعاد جهات معارضة أخرى، خصوصاً من معارضة الداخل، وهو ما أكده بيان وزارة الخارجية الروسية بالقول «إن الاجتماع الذي عقدته جماعات سورية معارضة في الرياض… لم يمثل كل أطراف المعارضة في البلاد».
منقول عن الصباح الجديد – ترجمة: سناء البديري

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here