نحو تحالف عربي إسلامي للقضاء على داعش

0
1377

جواد العطار

لعل اي شخص لن يجد صعوبة في الربط بين عمليات باريس الارهابية التي وقعت الجمعة الماضية وبين ما يجري في الشرق الاوسط ، مثلما لم تجد روسيا صعوبة في معرفة ان طائرتها المدنية أسقطتها عملية إرهابية فوق سيناء بمصر قبل أسبوعين.

المهم الحادثين خلقا وضعا جديدا في علاقات البلدين ومشاركتهما في الحرب على الارهاب في سوريا وبالشكل التالي:

– تناوب الطرفين التنسيق بغارات مكثفة ومؤثرة على التنظيم الارهابي في مدينة الرقة معقله الرئيس خصوصا وباقي أرجاء سوريا عموما.

– اعلان روسيا بوادر تحالف عسكري ستراتيجي مع فرنسا في سوريا هدفه القضاء على داعش نهائيا بحرب لا هوادة فيها. 

– تبادل المواقف السياسية الايجابية والمعلومات الاستخبارية حول المطلوبين والمشبوهين بعمليات إرهابية ومن كافة التنظيمات المتطرفة.

ان المتابع قد لا يجد غرابة في تقارب البلدين السريع وحشد طاقاتهما نحو تدمير تنظيم ارهابي بعيد عن اراضيهما أوقع ضررا كبيرا بامنهما وحياة مواطنيهما.. لان وحدة العدو تؤدي حتما الى وحدة المواقف حتى بين الفرقاء؛ الا في الشرق الاوسط.

فالشرق الاوسط يعاني اليوم من ظهور كيان تخريبي قضم من حدود دولتين رئيسيتين فيه هما سوريا والعراق مساحات شاسعة وشكل تهديدا للمنطقة برمتها شبيه الى حد بعيد بالكيان الاسرائيلي العدو الحقيقي والخفي الذي اختبأ خلف داعش.

ورغم ان داعش أوقع ضررا بكل الدول في المنطقة وهدد امنها واستقرارها او مصالحها وبالتسلسل بدءا من ايران حينما هدد العتبات المقدسة في سوريا والعراق ومجال امنها القومي في ديالى ومحافظات شمال ايران والأردن ومصر؛ والسعودية والكويت ( باستهداف مساجد الطائفة الشيعية فيهما )؛ وتركيا واخيرا لبنان بتفجيرات وعمليات إرهابية دموية ، ورغم اعلان كافة الدول اعلاه التي تمثل الشرق الاوسط الحرب على هذا التنظيم الارهابي الا انها لم تتوحد في جهود مكافحته واتكئت كلا منها على تحالف منفردة عن نظيرتها وبالشكل التالي:

– التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي انتظمت فيه ودعمته كافة الدول العربية باستثناء سوريا والعراق نكاية بايران.

– التحالف الرباعي الذي ضم العراق وسوريا وإيران بالاضافة الى روسيا ، بعد ان يئست دوله من جدية التحالف الاول في القضاء على داعش.

ورغم اعلان التحالفين ان الهدف الرئيس هو القضاء على داعش فاننا نتابع تقاطع مصالح التحالفين بسبب وجود روسيا وامريكا. فما آن الأوان لدول المنطقة الاجتماع والتنسيق إقليميا بمعزل عن الأطراف الدولية ما دام العدو والهدف واحد وهو القضاء على داعش؟ اما آن الأوان لها المبادرة مجتمعة لحفظ كرامة الاسلام وتبرئته من افعال المجرمين الذين استهدفوا المدنيين الابرياء في الجو والارض؟ اما آن لدول الشرق الاوسط عقد مؤتمر اقليمي تجتمع فيه سوريا والعراق وايران وتركيا ومصر ودول الخليج.. مؤتمر اقليمي يحدد ويدرس اسباب الارهاب وطرق تمويله وكيفية تظافر جهود جميع الدول بدون صراع للقضاء عليه وعلى حليفته اسرائيل.  

ان فرصة وحظوظ اي تقارب اقليمي افضل من غيرها في تقليل استنزاف ثروات بلدان المنطقة ودماء شعوبها ، مثلما ستكون خطوة حقيقية لانقاذ الشرق الاوسط من أية مخططات مشبوهة تستهدف وجود بلدانه ووحدتها وسيادتها على أراضيها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here