ستدحر “داعش” اسرع من التوقعات

0
754

د. عادل عبد المهدي

لا نريد التقليل من صعوبة وخطورة المعركة.. ولا نشر التفاؤل الكاذب والمواعيد المتعجلة..

لكننا نعتقد ان نجاحات “داعش” السريعة ولدت قراءات واستنتاجات يجب مراجعتها.. ولعل بعضها (النجاحات) يحمل عوامل الهزيمة لـ”داعش”.
استغلت “داعش” كثيراً اخطاءنا والحالة الطائفية والاستقطابات المعادية للحكومة.. ولعل التغيير الجاري سيعيد تركيب الاصطفافات.. خصوصاً ادراك الكثير من القوى والدول المتساهلة مع “داعش” سابقاً، بل الداعمة لها، مخاطر “داعش”، التي ساعدت اعمالها البشعة، إعادة التضامن الدولي الواسع مع العراق.. وانعكس ذلك بالزيارات والاتصالات الرفيعة المستوى، وبزيادة التعاون الاستخباراتي والعسكري الايراني والامريكي والتركي والروسي وغيره مع العراق.. ليلعب دوراً لايقاف تقدم “داعش”، ولو جزئياً.
عندما كانت “داعش” مجرد منظمة ارهابية سرية.. وتعتمد عملياتها على الانتحاريين والمفخخات فان امكانيات محاربتها كانت محدودة. اما عندما انتقلت للعمل العلني وحروب الجبهات، فان محاربتها صارت اوضح،وتتلخص بدحرها في جبهات القتال.. وهذه مهمة يسهل على الجيوش والحشد الجماهيري القيام بها.. فالتفوق سيكون واضحاً من حيث العدد والقدرات الجوية والارضية والنارية والاستخباراتية.
اججت طبيعة “داعش” التكفيرية وفرضها افكارها وانماط عيشها الخاصة عداوات مختلفة ضدها.. فوحدت جبهة واسعة من السنة والتركمان والشيعة والكردوالمسيحيين والازديين والشبك، وغيرهم.. وهو ما ادخلها بصدام جدي وحقيقي مع غالبية ابناء الشعب وقواه وعشائره.
واخيراً وليس اخراً، فان اعلان “الدولة”، إن كان يعطي لـ”داعش” قدرات التعبئة، لكنه يحملها اعباءً اضخم.. ففي نينوى فقط، لا يستلم مئات الاف الموظفين والمتقاعدين استحقاقاتهم الا بالخروج الى المناطق الحكومية.. تضاف صعوبات توفير الحاجيات الاساسية، كالماء والكهرباء والوقود والامن ونفقات الحرب والصحة والدواء والمواصلات واعمال البلديات وغيرها.. صحيح ان “داعش” استولت على بعض المخازن وابار النفط وبعض الاموال.. لكن هذه كلها بدأت بالنفاد، وفصل الشتاء قادم، والمنتجات الزراعية شبه معدومة والمصالح معطلة، مما قد يحرم “داعش” حتى من الـ20 مليون دولار شهرياً التي كانت تجبيها قبل سيطرتها على الموصل.. لهذا خفضت رواتب منتسبيها مؤخراً للربع تقريباً.. فمخصصات نينوى الاتحادية والمحلية لا تقل عن مليار دولار شهرياً.. وحتى مع هجرة الكثيرين، فان الامر سيتطلب مئات ملايين الدولارات شهرياً لادارة نينوى وارضاء اهلها.. وهذه مبالغ يصعب توفيرها، وستزداد الصعوبات باحتساب متطلبات بقية المناطق، وازدياد الضغط العسكري والاقتصادي والاجتماعي والاقليمي والدولي.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here