جوجل … هل يحمي مستخدميه ام يراقبهم؟

0
1711

لاتزال شركة جوجل (Google) احدى اهم واكبر الشركات العالمية في مجال خدمات وبرامج الإنترنت المتنوعة، تواصل حربها التنافسية من خلال طرح كل ما هو جديد ومميز من المنتجات والبرامج والخدمات المتنوعة والمتطورة بهدف تحقيق نجاحات اضافية قد تمكنها من توسيع عملها في الاسواق العالمية، خصوصا وانها قد اتخذت في السنوات الاخيرة مجموعة من الخطط والبرامج المهمة، التي مكنتها من الاستحواذ على شركات أخرى عديدة او الدخول في شراكات جديدة كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان الشركة تسعى ايضا الى تحسين الانظمة الامنية لمستخدميها خصوصا مع ازدياد عمليات القرصنة والرقابة الحكومية التي اثرت سلبا على نشاط واعمال العديد من الشركات الاتصال العالمية، وقد استقطب جوجل مليارات المستخدمين وهذا ما يكسب المليارات المالية، كما نجح في صناعة معايير جديدة في ميدان الابتكارات الالكترونية وخدمتها من خلال الدخول في صناعة الاجهزة الالكترونية.
وفي هذا الشأن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة ياهو قالت إنها ستتعاون مع شركة جوجل في إنشاء نظام بريد إلكتروني آمن بحلول العام المقبل قد يجعل من المستحيل تقريبا على المتسللين أو المسؤولين الحكوميين قراءة رسائل مستخدمين.
وتأتي هذه الخطوة فيما تتحد شركات التكنولوجيا الكبيرة لتعزيز دفاعاتها ضد التدخل الحكومي والتسلل الإلكتروني لا سيما بعد أن كشف إدوارد سنودن المتعاقد مع وكالة الأمن القومي الأمريكية العام الماضي برامج المراقبة التابعة للوكالة. وتحركت جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك لتشفير حركة المرور الداخلية بعدما كشف سنودن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تسللت إلى شبكاتهم في الخارج. بحسب رويترز.
وقامت الشركات أيضا بتعديلات صغيرة تجعل عملية الاختراق أكثر صعوبة. وقالت صحيفة وول ستريت إن ياهو غيرت نظام عمل بريدها الإلكتروني بحيث يمكن للمستخدمين كتابة رسائل في نافذة منفصلة مما يمنع ياهو نفسها من قراءة الرسائل عند كتابتها.ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في ياهو للحصول على تعقيب.
المواقع الآمنة
في السياق ذاته قال محرك البحث الالكتروني غوغل إنه ومن الآن وصاعدا سيعطي الأولية للمواقع الأمنة في ترتيب نتائج البحث. وقالت الشركة إنها تختبر دعم الصفحات التي تعمل بالبروتوكول الآمن لنقل النصوص “HTTPS” ويأتي هذا القرار ليشجع المزيد من المواقع الالكترونية على استخدام بروتوكول ” HTTPS” والذي سيقلل فرص تعرضها للقرصنة الالكترونية. ويقوم بروتوكول ” HTTPS”على استخدام بيانات رقمية مشفرة يتم تداولها بين أجهزة المستخدمين و مقدمي خدمات الانترنت لمنع مراقبة البيانات من قبل آخرين.
ويُستخدم البروتوكول من قبل العديد من المواقع الالكترونية التي تبدأ عناوين نطاقاتها الالكترونية بـ ” HTTPS” لكن هذا الأمر قد يزيد من أعباء التكلفة والوقت بالنسبة للعديد من الشركات العاملة في مجال البرمجيات. ويقول جيسون هارت الخبير في مجال حماية البيانات “في الماضي كانت الشركات تتفادي بروتوكول HTTPS بسبب التكلفة أو الخوف من تقليل سرعة المواقع. لكن هناك الآن تقنيات لتطبيق البروتوكول فائقة السرعة ما يعني أن عاملي الوقت والتكلفة لم يعدا مثار قلق “.
ويرى هارت أن قرار غوغل سيلقى قبولا من الشركات وهو ما يفسره بالقول ” ترغب كل شركة في أن يتم تصنيفها بصورة متقدمة في محرك البحث غوغل، لذلك فإن من مصلحتهم أن تكون مواقعهم الالكترونية آمنة عبر استخدام البروتوكول”. وشددت غوغل على أن استخدام المواقع للبروتوكول الآمن لن يؤثر في الوقت الحالي على ترتيب نتائج البحث.
وقال غاري الييس وزينب بهجة المسؤولان في شركة غوغل في بيان مشترك ” الآن لن يكون للأمر سوى تأثير ضئيل للغاية، حوالي 1% على نتائج البحث، حيث أن كون المواقع أمنة سيكون أقل تأثيرا على النتائج من العوامل الأخرى. فنحن نريد أن نمنح المسؤولين عن المواقع الالكترونية الوقت الكافي لكي يتحولوا لبروتوكول HTTPS”. بحسب بي بي سي.
وكانت غوغل قد طبقت البروتوكول على خدمات بريدها الالكتروني في عام 2011 ، كذلك نقل محرك ياهو كل البيانات الخاصة بمستخدميه إلى حواسب خادمة آمنة في 2014. ويأتي قرار الشركات الكبرى بدعم البروتوكول الآمن بعد التسريبات التي كشف عنها موظف الاستخبارات الأمريكية السابق ادوارد سنودن والذي قال إن وكالات الأمن الأمريكي تستخدم تطبيقات الكترونية متنوعة للتجسس على المواطنين وهو الأمر الذي اثار جدلا عالميا حول الأمن الالكتروني والخصوصية.
غوغل تكشف
الى جانب ذلك كشفت شركة غوغل هوية مستخدم بعد العثور على صور تحرش بالأطفال في حسابه البريدي الالكتروني “جي مايل” في هيوستن بولاية تكساس، وتم إثر ذلك توقيف الرجل، مستخدم حساب باسم “كاي إتش أو يو 11″، وفقاً للتقارير. وأبلغت غوغل بانها لا تقدم تصريحات صحفية حيال حسابات فردية.
وطرح توقيف الرجل تساؤلات حيال الحرية الفردية والبريد الالكتروني ودور غوغل في مراقبة الشبكة العنكبوتية. وقالت الشرطة في هيوستن لمحطة تلفزيونية محلية إن غوغل رصدت صوراً لطفلة في بريد الكتروني أرسل إلى جون هنري سكيللرن، وتم تحويل الرسالة الالكترونية الى المركز القومي للأطفال المفقودين والمستغلين، أصدرت على أثره الشرطة مذكرة تفتيش وتم اعتقال الرجل.
وقال المحقق ديفيد نيتلز “لا يمكنني الاطلاع على تلك المعلومة، لا يمكنني الاطلاع على الصورة، لكن غوغل قادرة على ذلك”. كما رفضت غوغل القول ما إذا فتشت الحساب الالكتروني للرجل بحثاً عن نشاطات غير مشروعة، كرسائل ذات مضمون مقرصنة او تحض على الكراهية.
وقال المسؤول القانوني لدى غوغل ديفيد دروموند في وقت سابق إن غوغل تساعد في تمويل وكالة مراقبة الانترنت، ومهمتها “التعرف على صور الانتهاكات بحق الاطفال التي مكن لغوغل محوها من محرك البحث”. ولفت الى ان غوغل تعمل بشكل كبير مع وكالة مراقبة الانترنت والمركز القومي للأطفال المفقودين والمستغلين. وتجري غوغل مسحاً تلقائياً للحسابات البريدية بهدف توفير الاعلانات للمستخدمين، والذين يتجاوز عددهم 400 مليون مستخدم في العالم. بحسب بي بي سي.
وفي وقت سابق حدثت غوغل شروط استخدام بريدها لتقول: “أنظمتنا الآلية تحلل المحتوى الخاص بك (بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني) لتوفر لك منتجات بميزات ذات صلة، كتخصيص نتائج البحث، والإعلانات المصممة وفقاً للطلب، والبريد المزعج والكشف عن البرامج الضارة. يحدث هذا التحليل فيما يتم إرسال الرسائل واستلامها، وعندما يتم تخزينها”. وفي ابريل/ نيسان، توقفت غوغل عن فحص محتوى أكثر من 30 مليون حساب جي مايل على صلة بالخطة التربوية، عقب تقارير عن ان في الفحص هذا خرق لقانون الخصوصية الأمريكي. وواجهت فيسبوك قضية مشابهة حيال فحص الرسائل.
خدمات جديدة
على صعيد متصل ورغم أن جوجل لم تؤكد رسميا الشائعات التي تتحدث عن اعتزامها دمج خدمتي فويس وهانج أوتس للاتصالات فإن قرارها إضافة خدمة هانج أوتس للمحادثة المرئية والمسموعة إلى موقع جوجل فويس يدعم هذه الشائعات. وقد أعلن أليكس فايسن مطور خدمة جوجل فويس عن إضافة خدمة هانج أوتس إلى موقع فويس كأحد الخيارات لإجراء اتصالات هاتفية عبر الإنترنت.
يتيح هذا الخيار للمستخدمين إجراء مكالمات هاتفية عبر خدمة هانج أوتس مباشرة من خلال موقع جوجل فويس دون الحاجة إلى امتلاك المستخدم لحساب على خدمة جوجل بلس للتواصل الاجتماعي.
وللوصول إلى الخاصية الجديدة يقوم المستخدم بكتابة رقم الهاتف الذي يريد الاتصال به ثم يقوم بفتح قائمة أوامر والبحث عن أمر «اتصال بالهاتف» أو «فون تو كول ويز». ويمكن فتح خاصة هانج اوتس في نافذة منفصلة حيث يمكن إجراء محادثة صوتية عادية عبر الإنترنت. وقال فايسن «جرب إجراء المكالمة الهاتفية من خلال موقع جوجل فويس في المرة المقبلة.. اعتقد أنها طريقة أسهل للاتصال بالناس».
والخاصية الجديدة متاحة فقط من خلال موقع جوجل فويس، لذلك لا يمكن إجراء مكالمة هاتفية من خلال خاصية جوجل كونتاكتس إذا أراد المستخدم استخدام خاصية هانج أوتس. ولم تتح جوجل هذه الخاصية حتى الآن ضمن تطبيقات الأجهزة المحمولة حيث يمكن استخدامها فقط في الوقت الراهن عبر الكمبيوتر الشخصي.
الى جانب ذلك طرحت شركة جوجل الأمريكية أحدث إصدارات خدمة الخرائط “جوجل مابس” لمستخدمي الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، حيث تحتوي على مجموعة من المفاجآت لهواة قيادات الدراجات، ومن هذه الخصائص الجديدة خاصية تحديد اتجاهات الدراجة مع تفاصيل الارتفاعات في الطريق، إلى جانب مقارنة الارتفاعات بين الطرق المتعددة، بما يتيح للمستخدم اختيار الطريق الأسهل أو ما إذا كانت الرحلة في طريق ما تستحق حجم الجهد المبذول في ضوء الارتفاعات الموجودة في هذا الطريق.
وذكر موقع “أندرويد بوليس”، أن هذه الخاصية ما زالت في المرحلة التجريبية وأن تقديم مجموعة من الخطط للوصول إلى الوجهة المقصودة تتيح للمستخدم اختيار الطريق الذي يحتوي على قدر أكبر من مدقات الصعود أو العكس. ويتم تشغيل الخاصية من خلال الدخول إلى موقع خدمة جوجل مابس عبر الهاتف الذكي الذي يعمل بنظام أندرويد ثم يختار المستخدم الوجهة التي يريدها ثم يختار خيار “دراجة أو بايكنج”.
ويذكر ان تقارير اعلامية كشفت عن استحواذ ” جوجل” على شركة سكاي بوكس للتصوير بالأقمار الصناعية مقابل 500 مليون دولار لتعزيز خدمات خرائط جوجل وتحسين الاتصال بالإنترنت. وذكرت جوجل أنها ستسدد قيمة الصفقة نقدا بالكامل، وتعمل سكاي بوكس في مجال تصميم الأقمار الصناعية لالتقاط الصور بتفاصيل دقيقة حيث يتم تصويرها بتقريب يقل عن متر واحد ثم إرسالها للعملاء.
وأضافت عبر موقعها الإلكتروني أن “أقمار سكاي بوكس الصناعية ستساعد جوجل مابس (خدمة الخرائط) في توفير صور مباشرة بتفاصيل دقيقة، مما يمكن فريق سكاي بوكس وتقنياتها من المساعدة في تحسين الاتصال بالإنترنت والمساهمة في عمليات الإغاثة في حالات الكوارث وهي المجالات التي تهتم بها جوجل منذ وقت طويل”. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية أن جوجل تسعى إلى عقد مثل هذه الاتفاقيات لكي تدخل إلى أسواق جديدة وتعزز خدماتها التقليدية مثل خدمة الخرائط ومحرك البحث، كما تبحث الشركة عن طرق جديدة لتوفير خدماتها الإلكترونية للمستخدمين من خلال “مشروع لون” الذي كشفت عنه العام الماضي لمساعدة الذين يعيشون في المناطق الريفية والمناطق النائية للاتصال بالإنترنت باستخدام البالون وغيره من الآلات. وكانت جوجل أعلنت في وقت سابق عن شراء شركة تيتان أيروسبيس التي تنتج أقمار صناعية تعمل بالطاقة الشمسية وتقدم خدمات نقل البيانات حول العالم.
حذف البيانات
من جهة اخرى دشنت شركة غوغل خدمة جديدة تسمح للأوروبيين بطلب إزالة بياناتهم الشخصية من النتائج على موقع البحث على الإنترنت. وتأتي هذه الخطوة بعد صدور حكم قضائي تاريخي من الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، أعطى للفرد في دول الاتحاد الأوروبي “الحق في أن يُنسى”. وقالت الشركة إن الروابط التي تقود إلى بيانات قديمة أو غير ذات صلة ينبغي أن تحذف بناء على طلب من الشخص المعني.
وقالت الشركة إنها سوف تقيم كل طلب وتصنع “توازنا” بين الحق في الخصوصية للأفراد، وحق الجمهور في المعرفة ونشر المعلومات. وقالت غوغل إنها سوف تنظر إلى المعلومات التي تتعلق بـ “الاحتيال المالي، أو سوء الأداء المهني، أو الجرائم الجنائية، أو السلوك العام للمسؤولين الحكوميين” عند اتخاذ القرار بشأن الطلب المقدم إليها.
ونصف عدد الطلبات المقدمة إلى غوغل من أفراد في بريطانيا يتضمن طلبات من مجرمين جنائيين. ويتضمن ذلك رجلا أدين بامتلاك صور لانتهاكات بحق الأطفال، والذي تقدم أيضا بطلب لحذف الروابط التي تقود إلى صفحات تتحدث عن إدانته. وأصدرت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي حكما يقضي بحذف الروابط الإلكترونية التي تؤدي إلى معلومات غير ذات صلة وقديمة على مواقع البحث على الإنترنت، بناء على طلب يقدمه الأشخاص المعنيون.
وكان رجل إسباني قد تقدم بتلك الدعوى بعد أن كان يشتكي من أن إعلانا يظهر على موقع غوغل يعرض بيع منزله في مزاد علني، وقال إن ذلك الإعلان ينتهك خصوصيته، ولا سيما بعد أن استرد الرجل ملكية ذلك المنزل. وقالت شركة غوغل إن مواطني دول الاتحاد الأوروبي الذين يريدون أن تحذف بياناتهم الخاصة من موقع البحث الشهير يمكنهم القيام بذلك من خلال ملء استمارة خاصة بهذا الغرض على الموقع.
لكن ينبغي على هؤلاء أن يقدموا روابط إلكترونية لتلك المواد التي يريدون حذفها، والدول التي ينتمون إليها، والسبب وراء ذلك الطلب. كما يتعين على هؤلاء الأشخاص تقديم صورة شخصية حديثة ترفق بالطلب. وأضافت الشركة: “تتلقى غوغل طلبات احتيال بالحذف لأشخاص ينتحلون شخصية آخرين، في محاولة لإلحاق الضرر بمنافسين لهم، أو السعي لإخفاء معلومات قانونية بشكل غير لائق.” بحسب بي بي سي
وفي حوار مع صحيفة فاينانشيال تايمز، قال رئيس شركة غوغل لاري بيج إنه بالرغم من التزام الشركة بذلك الحكم، إلا أن ذلك قد يضر بالابتكار. وقال إن ذلك الإجراء قد يُسعد الأنظمة القمعية. وأضاف بيج أنه ندم على عدم “المشاركة في نقاش حقيقي” بشأن الخصوصية في أوروبا، وأن الشركة ستحاول الآن أن تصبح “أكثر أوروبية”. لكنه حذر قائلا: “ونحن ننظم عمل الإنترنت، أعتقد أننا لن نرى ذلك النوع من الابتكار الذي كنا نراه.” وأضاف أن ذلك الحكم سوف يشجع “حكومات أخرى، ليست متقدمة مثل أوروبا، على القيام بأعمال سيئة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here