مخاضات رئاسة مجلس الوزراء

0
904

دكتور عادل عبد المهدي

تنتهي المرحلة السابقة.. والمرحلة الجديدة لم تبن بعد كامل ملامحها.. وتعيش البلاد حالة من الترقب والقلق بسبب الاوضاع الخطيرة.. مع وعي متزايد بان اجتياز المرحلة الماضية شرط لبناء الجديدة، لتجاوز السلبيات، وتأكيد الدروس والايجابيات.

الدولة مصالح ومصدر قوة، وتشير الوقائع، ان المسؤول يراوغ عادة لاخلاء مكانه للعهد الجديد طوعاً وقناعة. فحتى في اعرق الديمقراطيات يعاندون احياناً، ليس بالتهديد والدبابة بالضرورة، بل بالمال والدعاية والمناورات.. فما بالك بالدول الحديثة التجربة او الفاقدة الديمقراطية. لذلك تُحدد فترات الرئاسات.. وتنص الدساتير التصويت بالثقة، لافهام المسؤول ان سياساته لا تسمح له بالبقاء.
عندما يرفض المسؤول ان يُساءل ويُستجوب لثمان سنوات، ويعتبر ان الدعوة للتصويت بالثقة مؤامرة.. ويعطل الدور الرقابي والتشريعي للبرلمان.. ويرفض قانون صدر بالاغلبية لتحديد دورات الرئاسة.. ويستخدم قدرات السلطة للتأثير على المؤسسات والقضاء والانتخابات.. واتهام واعتقال الاخرين بشتى التهم، ليعقب ذلك الكلام عن استحقاق انتخابي لدورة ثالثة، رغم المآسي التي اصابت وتصيب البلاد، ووجود اغلبية برلمانية كاسحة ورافضة للتجديد، بما في ذلك اغلبية قوى “التحالف الوطني”.. وارادة وطنية ومرجعية تطالب بالتغيير وعدم التشبث بالموقع.. فاننا نواجه حالة من حالات العناد غير المحمودة تلك.
نصيحتي لاخ وصديق قديم ان يدرك، كما ندرك جميعاً، ان هذا العهد بما له وما عليه قد انتهى.. وهذا ما تراه المرجعية والقوى السياسية والشعبية والاغلبية البرلمانية الواسعة.. وان التشبث بمفهوم الرجل “القوى”، داخل الحزب، داخل القائمة الاكبر، داخل التحالف الاكبر، هو اسلوب ضار لتحكّم الشخص بالمجموع والدولة، وليس العكس، حيث يخضع المسؤول للمؤسسات والمجموع.. فالاستحقاق الانتخابي هو الاغلبية البرلمانية والقبول الوطني الواسع، كما عرفته المرجعية وكما تتقيد به السياقات الدستورية.. وان التهديد بـ”ابواب جهنم” هو كلام يهدد به الاعداء وليس الشعب. فهو لا يستطيع ان ينسب لنفسه النجاح كانسحاب القوات الاجنبية، وتحسن متذبذب للانتاج النفطي، والتقدم النسبي في الامن والمصالحة (2006-2007).. لينسب لغيره الفشل الاقتصادي والسياسي والفساد والانقسام والتدهور الامني الخطير ليطلب مجدداً بالتدخل الاجنبي، بعد سقوط اجزاء واسعة من البلاد بيد “داعش”. انها حصيلة كلية، وهي تشير ان عوامل الفشل والحكم بالتهديد والازمات انقلبت بالكامل علينا جميعاً.. واصبح التغيير حاكماً لا يمكن الهروب منه، سواء جاء المرشح من “دولة القانون” او من قوى اخرى في “التحالف الوطني”، شرط ان يكون جدياً.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here