الرياضة.. ترفيه، منافسة، صحة

0
1954

ممارسة الرياضة في وقتنا الحالي وبحسب بعض الخبراء، اصبح امراً ضرورياً خصوصا وان العالم اليوم يشهد تطوراً تكنلوجياً وعلمياً كبيرا ، دفع الكثير من الناس الى الاعتماد على بعض الاختراعات والاجهزة الحديثة والمتطورة، التي اسهمت بتقليل حركة ونشاط الافراد وكانت سببا في ازدياد معدلات الكسل والخمول والاتكال على تلك الاجهزة والمعدات. والتي ادت الى ظهور الكثير من الازمات والمشكلات الصحية ومنها السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين والسمنة هذا بالإضافة الى المشكلات النفسية الاخرى والمتمثلة بالقلق والتوتر والأرق.
وهو ما دفع العلماء والباحثين الى حث الناس على ممارسة بعض الانشطة الرياضية لما لها من فوائد كثيرة ومهمة، حيث تساعد التمارين الرياضية وبحسب بعض الدراسات والبحوث العلمية على تحسين صحة الأفراد واكتساب اللياقة البدنية والوقاية من الكثير الأمراض، وتختلف الفائدة المكتسبة منها باختلاف الممارسة ومدتها. والرياضة عبارة عن مجهود جسدي عادي او مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه، المنافسة، المتعة، التميز أو تطوير المهارات.
هذا وينصح العلماء ايضا بضرورة عدم الافراط بممارسة الرياضة لكون ذلك قد يتسبب ايضا بحدوث الكثير من المشكلات وخصوصا اذا ادمن الشخص على هذه الممارسات هذا بالإضافة مشكلاتها الاخرى التي قد تصيب كبار السن ممن يعانوا من امراض مزمنة لذا ينصح باعتماد فترات خاصة ومحددة للممارسة هذا النشاط المهم.
رياضة تطيل العمر
وفي هذا الشك وممالا شك فيه فأن رياضة الجري تعود بالكثير من الفوائد الصحية على الإنسان الذي يمارسها، وهو أمر لا يحتاج إلى التأكيد بيد أن دراسة أصدرتها “نشرة المدرسة الأمريكية لأمراض القلب” أعادت تأكيد هذا الموضوع وأضافت عليه آخر النتائج التي توصلت إليها وكان أهمها أن الركض يوميا من 5 إلى 10 دقائق يزيد من معدلات العمر لدى الإنسان.
وقام عدد من الباحثين في جامعتي إيوا ولويزيانا الأمريكيتين بمتابعة عينة من الأفراد بلغ عددها 55 ألف شخص (متوسط أعمارهم 44 عاما) لمدة 15 عاما متواصلة. وشملت المتابعة دراسة دقيقة لنشاطهم البدني وخاصة مدة الوقت الذي يقضونه في ممارسة رياضة الركض مع الأخذ في الاعتبار عددا من العوامل الأخرى التي تؤثر على متوسط العمر المتوقع مثل النوع، والعمر، والوزن، والتدخين واستهلاك الكحوليات.
وكانت النتيجة المستخلصة هي أن الأشخاص الذين يمارسون بانتظام شكلا من أشكال رياضة الركض انخفض احتمال الوفاة المبكرة لديهم بنسبة 30 بالمئة مقارنة بمن لا يمارسون هذه الرياضة، كما انخفضت لديهم احتمالات الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 45 بالمئة.
كما أن عدم ممارسة رياضة الركض له نفس التأثير الضار على طول العمر وضغط الدم. وأثبتت الدراسة أن الذين يركضون يعيشون بالمتوسط ثلاث سنوات أكثر من نظرائهم الذين لا يركضون. بيد أن الأكثر إثارة في هذه الدراسة أن كل هذه الفوائد التي يجنيها الرياضيون المحترفون المواظبون على أداء التمارين الرياضية، يجنيها أيضا الرياضيون غير المحترفين، فمتوسط العمر المتوقع يزيد أيضا لدى من يركضون بين 5 و 10 دقائق باليوم بسرعة 11 كيلو متر/بالساعة على الأقل.
هذا ما أعلنه دكتور دك-شل لي المسؤول عن الدراسة الذي أوضح بأنهم كانوا لا ينتظرون مثل هذه النتائج إلا من الرياضيين الحقيقيين. ويضيف لي بأن هذه النتائج ربما ستحفز الأشخاص الذين لا يتحركون كثيرا على ممارسة نشاط رياضي. والدرس الأول المستفاد بلا شك من هذه الدراسات هو “ضرورة القيام بنشاط بدني يوميا مهما كان ضئيلا والأهم هو عدم التوقف عن فعل ذلك أبدا”. بحسب فرانس برس.
أما الدرس الثاني والأمر الذي يجب تجنبه هو عدم الركون إلى حقيقة أن النشاط البدني مهما كان ضئيلا يظل مفيدا لكن يجب ممارسة الرياضة بجدية، فمن أجل التمتع الجدي بنتائج وفوائد هذه الدراسة يجب بذل الكثير من الجهد البدني أي الوصول لدرجة عدم التمكن من الحديث مع رفيق الرياضة أثناء الجري نتيجة انقطاع النفس تقريبا. على أي حال ينصح الدكتور لي الرجال الذين تخطوا 45 عاما والنساء اللاتي تخطين 55 عاما من استشارة طبيبهم الخاص حتى ولو كانوا يمارسون الرياضة بانتظام.
الرياضة ومهارات التفكير
على صعيد متصل توصلت دراسة أمريكية إلى أن التمرينات الرياضية في العقد الثالث من العمر قد تحمي المخ في منتصف العمر. وتعمل الأنشطة التي تحافظ على اللياقة البدنية للقلب – مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات – على تحسين مهارات التفكير والذاكرة على مدى عشرين عاما قادمة. ويقول العلماء إن الدراسة، التي نشرت في مجلة طب الأعصاب، تدعم الأدلة التي تؤكد أن الحالة الجيدة للقلب تؤثر بصورة إيجابية على المخ.
وتعد اللياقة البدنية للقلب مقياسا على مدى نجاح الجسم في امتصاص الأوكسجين أثناء ممارسة الرياضة ونقله إلى العضلات. وأجرى الباحثون في جامعة مينيسوتا بولاية مينيابوليس الأمريكية اختبارا على ما يقرب من 3,000 شخصا يتمتعون بصحة جيدة ويصل متوسط أعمارهم نحو 25 عاما. وخضع هؤلاء الأشخاص لاختبارات اللياقة البدنية للقلب والأوعية الدموية على جهاز المشي خلال السنة الأولى من الدراسة، ومرة أخرى بعد 20 عاما.
وطلب منهم الجري لأطول فترة ممكنة حتى تنفد قواهم أو يشعرون بضيق في التنفس. وركزت الاختبارات المعرفية التي أجريت بعد 25 عاما من بداية الدراسة على قياس الذاكرة ومهارات التفكير. وقدم الأشخاص الذين جروا لفترة أطول على جهاز المشي أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة ومهارات التفكير بعد 25 عاما، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل التدخين ومرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم.
وقال ديفيد جاكوبس، مؤلف الدراسة: “تظهر العديد من الدراسات الفوائد التي تعود على المخ من الصحة الجيدة للقلب”. وأضاف: “هذه إحدى الدراسات الهامة التي ينبغي أن تذكر الشباب بالفوائد الصحية التي تعود على المخ من أنشطة اللياقة البدنية للقلب مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات وتمرينات اللياقة البدنية للقلب”. وأشار جاكوبس إلى أهمية ما يسمى بإجمالي اللياقة البدنية، والذي يتضمن الجوانب الإجتماعية والبدنية والعقلية للصحة. بحسب بي بي سي.
وأضاف: “إنها حقا حزمة كاملة للحالة التي يكون عليها الجسم والربط بين تلك الحزمة بأكملها وبين الأداء – وهذا يتعلق بالوظيفة الإدراكية بعد سنوات عديدة، وفي منتصف العمر”. وقال متحدث باسم جمعية الزهايمر: “ثمة مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن التمرينات الرياضية قد تقلل من خطر التدهور المعرفي ومرض الخرف. وأظهر الكثير من الأبحاث وجود صلة بين العادات الصحية في منتصف العمر والصحة الأفضل في سن الشيخوخة”. وأضاف: “الاستثمار في البحث هو أمر ضروري لفهم كيفية حماية عقولنا مع تقدمنا في العمر”.
أمان صحي
الى جانب ذلك ومع التقدم في العمر تتراجع كفاءة الوظائف الحيوية بالجسم، ومن ثم يقع الإنسان فريسة سهلة للأمراض كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية التي قد تتسبب في الإصابة بإعاقات جسدية، أو قد تؤدي إلى الوفاة لكن من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة يمكن للمسنين محاربة الشيخوخة، والتمتع بحياة مفعمة بالصحة والنشاط. وقال اختصاصي طب العظام الألماني باتريك رايتسه، إن الشيخوخة تبدأ من سن الـ50، موضحاً «بدءاً من هذه السن تقريباً تتباطأ عمليات التجديد الفسيولوجي داخل الجسم».
وأضاف أنه إلى جانب تراجع القدرات الذهنية مع التقدم في السن تتراجع أيضاً المهارات الحركية، إذ تتآكل غضاريف المفاصل، وتتراجع معدلات امتصاص الأكسجين في الجسم. ونظراً لتراجع الكتلة العضلية تزداد نسبة الدهون بالجسم لدى المسنين، على الرغم من ممارسة القدر نفسه من الأنشطة الحركية، وتناول الكم ذاته من السعرات الحرارية. ومع ذلك، يمكن للمسنين محاربة آثار الشيخوخة من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة، لاسيما رياضات قوة التحمل، مثل ركوب الدراجات والسباحة، والمشي باستخدام العصي.
بينما يرى اختصاصي الطب الرياضي الوقائي والتأهيلي هانز جورج بريدل، أن «الفائدة الرئيسة لرياضات قوة التحمل تتمثل في رفع كفاءة عملية التمثيل الغذائي، والحفاظ على الكفاءة الوظيفية لجميع الأجهزة بالجسم»، لذا تعد الرياضة السلاح الوحيد الفعال لمواجهة الشيخوخة. وأضاف بريدل أن ممارسة الرياضة تتمتع أيضاً بتأثير إيجابي بالنسبة للقلب والأوعية الدموية، وتحول دون الإصابة بأمراض الرئة والأورام، وكثير من الأمراض المزمنة، كما أنها تحد من خطر الإصابة بأمراض كثيرة مرتبطة بتقدم السن، مثل الأزمات القلبية وقصور عضلة القلب والسكتات الدماغية بفضل حرق الدهون الذي يحدث عند ممارسة رياضة الجري مثلاً.
ويوصي بريدل المسنين الذين يعانون مشكلات في المفاصل بالابتعاد عن ممارسة رياضة الجري التقليدية بسبب التحميل الزائد على المفاصل، مشيراً إلى أنه من الأفضل لهم ممارسة رياضة المشي الشمالي (باستخدام العصي)، أو ركوب الدراجات أو السباحة التي تعد مثالية بالنسبة لهم بفضل تأثير الطفو التي تتمتع به.
من جهته، يوصي اختصاصي جراحة العظام الألماني رايتسه بممارسة تمارين تقوية العضلات وتمارين التوازن؛ لأن العضلات القوية ومهارات التناسق العضلي العصبي تُعين المسنين على ممارسة رياضات قوة التحمل والمواظبة عليها. ويشدد بريدل على ضرورة عدم التحميل الزائد على الجسم أثناء ممارسة الرياضة، خصوصاً للمبتدئين، كي لا تأتي ممارسة الرياضة بنتائج عكسية. كما يُوصى باستشارة الطبيب أولاً، كممارس عام أو اختصاصي طب رياضي، للتأكد من أن الجسم لائق لممارسة الرياضة، وأنه ليست هناك أي موانع طبية تحول دون القيام بذلك. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأكد اختصاصي جراحة العظام الألماني باتريك رايتسه، أن فوائد ممارسة الرياضة لا تقتصر على النواحي الجسدية فقط، وإنما تتمتع بفوائد للنفس أيضاً؛ إذ إنها تمنح المسنين شعوراً بالمرح والسعادة والإقبال على الحياة من ناحية، وتُسهم في التخفيف من متاعب الأمراض النفسية إلى حد كبير من ناحية أخرى. وعلل رايتسه ذلك بقوله: «النفس السليمة في الجسم السليم».
على صعيد متصل أكّدت الجمعية الألمانية للتأمين ضد الحوادث أن رياضة الجري تتمتع بفوائد عدة، حيث إنها لا تعمل فقط على زيادة معدل قوة التحمل بالجسم، إنما تسهم أيضاً في تقوية الظهر. وأوضحت الجمعية، أن المواظبة على ممارسة رياضة الجري تعمل على التخلص من نوبات الشد بالظهر، وتُسهم في الوقت ذاته في تدريب عضلات جذع الجسم، وتعمل على التخفيف عن الغضاريف. وللتمتع بهذه الفوائد أكّدت الجمعية على أهمية الوضعية السليمة للجسم أثناء الجري، حيث ينبغي أن يتخذ الذراعان وضعية مريحة على الجسم، على أن يميل الجزء العلوي من الجسم إلى الأمام قليلاً. ولكن في حال الإصابة بآلام حادة ومزمنة في الظهر نتيجة الإصابة مثلاً بانزلاق غضروفي، فلابد حينئذٍ من الرجوع للطبيب أولاً واستشارته قبل البدء في ممارسة هذه الرياضة.
ثوان من التمرينات
في السياق ذاته قال باحثون في اسكتلندا إن أداء كبار السن لنوبات مكثفة من التمرينات الرياضية لمدة ست ثواني يمكن أن يغير الصحة ويحقق فوائد. وأظهرت دراسة تجريبية شملت 12 شخصا من المتقاعدين أن بذل قصارى الجهود في أداء نوبات مكثفة رياضية يخفض ضغط الدم ويحسن اللياقة العامة طوال الوقت. ويعتقد فريق الباحثين من جامعة أبيرتاي أن ذلك قد يساعد في تجنب التكاليف “الباهظة” نتيجة اعتلال صحة كبار السن.
وقال خبراء إن الدراسة أكدت فوائد التمرينات الرياضية في أي عمر. ويحظى مركز “التدريبات المكثفة” باهتمام الكثيرين نظرا لما يحققه من نفس الفوائد الصحية الناجمة عن أداء التمرينات الرياضية بالطرق التقليدية ولكن في فترة زمنية أقصر. فبدلا من العدو لمدة نصف ساعة أو ركوب الدراجات لبضعة أميال، يهدف المركز إلى الاستفادة من حدود قدراتك في فترة زمنية وجيزة للغاية. وقال فريق العمل في اسكتلندا إنهم يجرون التجارب الأولى على كبار السن.
وإرتاد مجموعة من المتقاعدين المركز مرتين كل أسبوع على مدى ستة أسابيع، وكانوا يبذلون أقصى ما لديهم من قدرة في قيادة الدراجات بأقصى سرعة لمدة ست ثواني. ثم يهدأون لاستعادة معدلات ضربات القلب ثم يكررون التجربة، حتى تكتمل مدة التمرينات دقيقة واحدة في النهاية. وقال الباحث جون بابراج :”لم يكن الأداء بالسرعة الاستثنائية الفائقة، لكن بالنسبة لمن هم في عمرهم فهو كذلك.”
وأظهرت النتائج التي نشرتها دورية “الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة”، أن المشاركين انخفض ضغط الدم لديهم بواقع 9 في المئة، إلى جانب زيادة قدرة تغذية العضلات بالأوكسجين كما وجدوا سهولة في أداء الأنشطة اليومية مثل السير مع الكلاب. وقال بابراج إن الفائد قد تكون عظيمة :”لدينا شريحة سكانية من المسنين، فإذا لم نشجعهم على أن يكونوا نشطين، فإن الأعباء الاقتصادية ستكون هائلة.” وأضاف :”ترتبط الكثير من الأمراض، مثل امراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري، بالسلوك المستقر للفرد، لكن إذا حفزنا الناس على النشاط والعمل حينئذ سيتراجع الخطر.”
ويذكر أن ما يربو على 10 ملايين شخص في بريطانيا تتجاوز أعمارهم 65 عاما وهذا الرقم في طريقه إلى الزيادة. وقال بربراج إن كبار السن يبذلون قصارى الجهود من أجل أداء التمرينات نظرا لأن الكثيرين يعملون في وظائف بساعات عمل كاملة، لكنه قال إن مركز التدريبات المكثفة يجعل الأمر أسهل من حيث التعامل. وقال إنه بإمكان الناس إجراء التجربة في المنزل، لكن ينبغي لهم أن يستشيروا الطبيب في البداية لضمان عدم حدوث أي مشكلات صحية. بحسب بي بي سي.
وهناك ما يفيد بأن ممارسة التمرينات الرياضية القصيرة والشاقة ربما تكون أكثر أمانا مقارنة بالممارسة التقليدية. فزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم الناجم عن أداء التمرينات قد تفضي إلى حدوث أزمات قلبية وسكتات. وقال آدام غوردون، استشاري وسكرتير شرفي لدى الجمعية البريطانية لطب الشيخوخة: “إنه عمل رائع للغاية يتحدى الفروض الخاصة بالنمط الصحيح للتمرينات الرياضية المناسبة لكبار السن، لكنني أنصحهم ببحث الفوائد لدى الأكبر سنا والأكثر ضعفا.”
وأضاف :”الرسالة الموجهة على نطاق كبير هي أنك لست كبيرا ولا ضعيفا جدا ولا مريضا كي تستفيد من التمرينات، طالما أختيرت بعناية.” وقال :”نحن نعلم أنه حتى في الثمانينيات و التسعينيات من العمر هناك فائدة من بذل بعض الجهد نتيجة أداء تمرينات رياضية في مناسبات عديدة كل أسبوع.”
تدريبات التحمل تؤثر
على صعيد متصل حذر علماء من أن اللاعبين الرياضيين قد يتعرضون إلى خلل في ضربات القلب بسبب تدريبات التحمل وقد يحتاجون لجهاز لتنظيم ضربات القلب. وتوصل فريق من الباحثين في مؤسسة القلب في بريطانيا، بعد إخضاع فئران التجارب للتدريبات، إلى حدوث تغييرات جزيئية في الجزء المسؤول عن توليد ضربات القلب بشكل طبيعي.
وأشارت الدراسة، التي نشرت في دورية “نيتشر كومونيكيشنز” العلمية، إلى أن هذه النتيجة ربما تفسر انخفاض معدل ضربات القلب لدى الرياضيين البارزين في وضع الراحة، وتعرضهم بشكل أكبر لمخاطر اضطراب في ضربات القلب. وبرغم ذلك يقول العلماء إن فوائد التدريبات الرياضية لا تزال تفوق في قيمتها أي مخاطر.
ويتمتع اللاعبون الرياضيون عموما بلياقة بدنية عالية. لكن المفارقة أنهم معرضون بشكل أكبر لخلل في انتظام ضربات القلب والمعروف علميا بـ”arrhythmias” أو اضطراب ضربات القلب، خاصة حينما يكبرون في السن، ورغم ذلك يظل الخطر محدودا. ويعتقد العلماء أن ذلك يرجع إلى فترات التدريب الطويلة التي يؤديها الرياضيون استعدادا للبطولات الكبيرة، مثل سباقات الماراثون و”الترياثلون”، مما يؤدي إلى بطء ضربات القلب.
لذى فيجب على البالغين ممارسة قدر معتدل من تمرينات الأيروبكس لمدة 150 دقيقة في الأسبوع. ولست بحاجة إلى تحقيق ذلك الهدف عبر جلسة واحدة طويلة أو اثنتين، لكن يمكنك توزيعها على مرات عديدة قصيرة على مدار الأسبوع. ومن المهم أن تأخذ قسطا من الراحة خلال أداء تمرينات أيروبكس قوية، مثل الجري. فالجسد يعدل من حالته بين التمرينات. كما أن التدريبات المفرطة قد تضعف حتى أقوى الرياضيين. التأكد من أنك تقوم بعملية تسخين قبل بدء التمرينات وعملية تهدئة بعدها عن طريق القيام ببعض الانبساطات والحركات الخفيفة لتجنب الإصابات.
وبينما يبلغ معدل ضربات القلب في وقت الراحة عند البالغين ما بين 60 إلى 100 ضربة في الدقيقة، فإن ذلك المعدل قد ينخفض عند الرياضيين إلى 30 ضربة في الدقيقة أو حتى أقل من معدل الضربات في وقت الليل حينما تكون هناك فترات توقف طويلة بين ضربات القلب. ويقال إن معدل ضربات القلب عند الدراجين السير كريس هوي وميغيل إندوراين في وقت الراحة يتراوح بين 28 و 30 ضربة في الدقيقة.
وتحدد ضربات القلب بواسطة منظم الضربات، الذي يتحكم فيه الجهاز العصبي للإنسان. ولذلك فمن المفترض أن يكون معدل ضربات القلب المنخفض بين الرياضيين هو نتيجة لتزايد سرعة الجهاز العصبي اللاإرادي. لكن البروفيسور مارك بويت وزملاءه في جامعة مانشستر يشيرون في دراستهم إلى أن هذه ليست هي القضية. ويرى فريق البحث أن منظم ضربات القلب”الطبيعي” يتغير استجابة للتدريبات.
وبدراسة الفئران، توصل الفريق إلى أن تدريبات التحمل تؤدي لتقليل أحد البروتينات المهمة لتنظيم ضربات القلب والمعروف بـ HCN4، وهذا يؤدي بدوره إلى خفض معدل ضربات القلب. ويقول البروفيسور بويت: “هذا مهم، لأنه بالرغم من أن المعدل المنخفض لضربات القلب في وقت الراحة عند الرياضيين لا يسبب مشاكل عموما، فإنه من المرجح أن يحتاج الرياضيون الكبار في السن الذين قضوا فترات طويلة في التدريب على مدار حياتهم إلى منظم صناعي لضربات القلب”. لكنه أضاف: “برغم أن التدريبات المفرطة قد يكون لها آثار سلبية على القلب، لكن فوائدها تفوق بكثير هذه الآثار”. بحسب بي بي سي.
ويقول البروفيسور جيرمي بيرسون المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: “تظهر الدراسة أن الشبكة الكهربائية للقلب تغيرت في الفئران التي تدربت لوقت طويل، كما أن هذه التغيرات التي طرأت على ضربات القلب ظلت موجودة فيما بعد”. وأضاف: “إذا انطبقت نتائج تلك الدراسة على البشر فربما يكون لها دلالات على صحة القلب لدى كبار السن من الرياضيين، لكننا لا نزال بحاجة لإجراء مزيد من الدراسات قبل أن نعلن هذا الحكم”.
الرياضة وإدمانها
الى جانب ذلك تعد الرياضة بمثابة ينبوع الصحة والشباب بشرط ممارستها باعتدال حيث قد تؤدي المبالغة في ممارستها إلى الوقوع في فخ إدمانها تبعاً لمبدأ «الشيء الذي يزيد على حده ينقلب إلى ضده». وأوضح عضو الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب، البروفيسور فولفغانغ ماير، أن أعراض إدمان الرياضة تتمثل في الرغبة المستمرة في زيادة مدة وشدة وحدات التدريب، لدرجة أن البعض يستيقظ في منتصف الليل لممارسة الرياضة.
وبالإضافة إلى ذلك، عادةً ما يعاني مدمنو الرياضة أيضاً من الأرق وينعزلون عن محيطهم الاجتماعي كأسرتهم وأصدقائهم، كي يتسنى لهم زيادة الحصص التدريبية. وعلى الرغم من أنهم يقومون بذلك لأجل التمتع بصحة أفضل، إلا أنهم غالباً ما يصابون بآلام في العضلات. وأشار البروفيسور الألماني ماير إلى أن التوقف عن ممارسة الرياضة يكون مصحوباً بما يعرف بـ«أعراض الانسحاب»، مثلما هو الحال مع إدمان الكحوليات. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.وتظهر هذه الأعراض في صورة الشعور بصداع وآلام بالمعدة والعصبية وسرعة الاستثارة. وشدد اختصاصي العلاج النفسي الألماني ماير على أهمية أن يستشير هواة الرياضة، الذين يلاحظون ظهور مثل هذه الأعراض عليهم، أحد الأطباء المختصين، حيث يمكن للطبيب أن يضع خطة تدريبية محددة المعالم، يتم الالتزام بها بشكل صارم.

18

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here