القولون العصبي… اعراضه خفية وعلاجه التوازن الغذائي

0
744

تُعدّ متلازمة القولون العصبي من أمراض الجهاز الهضمي الشائعة في الوقت الحاضر؛ بسبب ضغوط وأعباء العمل وإيقاع الحياة المحموم، وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة ليست خطرة في حد ذاتها، ولا تؤدي إلى مرض خطر مستقبلاً، إلا أنها مزعجة جداً للمريض. ومع ذلك، يمكن للمريض تجنب المتاعب الناجمة عنها من خلال تعديل نظامه الغذائي، والابتعاد عن مواقف التوتر العصبي.

 

وقال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، الألماني ريتشارد ريدش، إن متلازمة القولون العصبي تندرج ضمن ما يُسمى بـ”أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية”، مطمئناً بأنها لا تنطوي على مخاطر صحية كبيرة؛ إذ إنها لا تؤدي إلى الإصابة بأمراض سرطانية أو التهابات بأعضاء الجهاز الهضمي، وإن كانت تتسبب في خضوع المريض لبعض القيود في حياته الشخصية والعملية، ما يحد من استمتاعه بجودة الحياة.

 

من جانبه، قال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، الألماني مارتن شتراوخ: “يعد عدم انتظام عملية التبرز أكثر الأعراض المميزة لمتلازمة القولون العصبي، التي تندرج من بينها أيضاً الإصابة بإسهال وتقلصات بالبطن، وكذلك إمساك ونوبات انتفاخ وخروج غازات”، وأضاف شتراوخ أنه غالباً ما يتسبب التعرض لضغوط عصبية في العمل مثلاً، أو في الحياة الخاصة في زيادة شدة هذه الأعراض، موضحاً “يرتبط هذا المرض بالمشكلات الحياتية بشكل كبير؛ فوفقاً للمواقف التي يمر بها المريض، يمكن أن يتراجع لديه الشعور بالمتاعب، أو يختفي تماماً أو يظل مستمراً”. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

 

وأوضح الطبيب الألماني ريدش أنه وفقاً للأبحاث التي تم إجراؤها، خلال الأعوام الماضية، تبيّن أن سبب الإصابة بهذه المتاعب يرجع إلى زيادة القابلية للتهيّج لدى هؤلاء المرضى عند التعرض لنوبات شد بالمعدة والأمعاء، وأردف “عادةً ما يشعر المرضى بالضغط بشكل أسرع من غيرهم، نتيجة وجود اتصال خاص بين المسارات العصبية الموجودة في المعدة ونظيرتها الموجودة في المخ؛ ما يؤدي إلى إدراكهم للنبضات العصبية في صورة تهيج واضطرابات في المعدة على نحو أسرع”، ورغم أن الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لا تشكل خطورة على المرضى، إلا أن الطبيب الألماني شتراوخ أكدّ أنه “ينبغي أخذ هذا المرض على محمل الجد؛ إذ يمثل ذلك مفتاح العلاج”، مشدداً على ضرورة إجراء بعض الفحوص، لاسيما منظار القولون.

 

فيما أكد الطبيب الألماني ريدش أنه ينبغي على الطبيب مساعدة المريض في تعلم كيفية التعامل مع مرضه من خلال إدخال بعض التعديلات على أسلوب حياته، لاسيما نظامه الغذائي، بمجرد أن يتحقق من أنها إصابة بالقولون العصبي بعد إجراء المنظار، وأوضح أنه “من الأفضل أن يتبع هؤلاء المرضى نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على الأطعمة سهلة الهضم، ويقوم على الخضراوات والفواكه، مثلما يشتمل على اللحوم والدواجن”، وأردف ريدش أنه من المفيد أيضاً تعاطي مجموعة مختلفة من الأدوية “ويتم تعاطي الأدوية المحتوية على عوامل مُثبتة مثل بذور السيليوم، بينما يتم تعاطي المليّنات عند الإصابة بالإمساك، في حين يتم اللجوء إلى الأدوية المضادة للتقلصات للحد من آلام البطن”.

 

رغم أن الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لا تشكل خطورة على المرضى، إلا أنه ينبغي أخذ هذا المرض على محمل الجد؛ إذ يمثل ذلك مفتاح العلاج، وينبغي إجراء بعض الفحوص، لاسيما منظار القولون، ومن الأفضل أن يتبع المرضى نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على الأطعمة سهلة الهضم، ويقوم على الخضراوات والفواكه.

 

فالشعور بالانتفاخ، وامتلاء البطن بالغازات والإسهال، والإمساك، والشعور بآلام وحرقان في المعدة، كلها أعراض شائعة لتهيج الأمعاء الذي يعرف باسم “القولون العصبي”، وقد تستمر هذه الأعراض لأسابيع أو أشهر في كل مرة، غير أن هناك طرقا عدة لتخفيـف هـذه الآلام، تراوح بين اساليب العلاج المنزلية والعلاج بالأدوية.

 

يقول الأستاذ الجامعي فولفجانج كرويس، من مستشفى “ايفانجيليشيز كرانكينهاوس” في مدينة كولونيا الألمانية، إن “معظم حالات القولون العصبي تصيب أشخاصا تراوح أعمارهم بين 25 و50 عاما، غير أننا اكتشفنا أخيرا أيضا أن بعض الحالات المسبقة في الجسم، مثل الإصابة بعدوى بكتيرية أو التوتر النفسي، قد تؤدي إلى ظهور تلك الأعراض”. وتزيد نسبة احتمال الإصابة بأعراض القولون العصبي عند النساء والأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب أو نوبات الهلع، مقارنة بالرجال العاديين.

 

يقول كرويس إنه في كثير من الحالات يمكن أن يشخص الطبيب متلازمة القولون العصبي، وهو على درجة كبيرة من اليقين من صحة تشخيصه، استنادا إلى معرفته بالتاريخ الصحي للمريض. وأضاف “نعرف الآن أن الأعراض ترتبط بمسببات الضغط النفسي في حياة المريض، فغالبا ما تختفي الأعراض عندما يخرج المريض في عطلة، على سبيل المثال”. وعلى الرغم من ذلك لايزال الأطباء ينصحون بإجراء اختبار دم للتأكد من عدم الإصابة بعدوى، كما ينصح بإجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية للبطن وفحص القولون بالمنظار.

 

تقول رئيسة جمعية شمال ألمانيا لأخصائيي الأمراض الباطنة في هانوفر الأستاذة الجامعية ارمتراوت كوب، “بالنسبة للمرضى الشباب، يمكن أن يساعد الفحص الداخلي على تشخيص أمراض التهاب الأمعاء المزمنة مثل مرض كرون، أما المرضى المسنون الذين يعانون حالات إمساك متكررة، فيمكن تشخيص حالاتهم على أنها سرطان في القولون، وهو نوع من أكثر أنواع السرطان شيوعا في هذه الأيام”. يشير كرويس إلى أن الفحوص الطبية التقليدية للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض القولون العصبي لا تكشف في الأغلب عن أي شيء غير عادي، بيد أن أحدث الأبحاث الطبية تشير إلى أن الخلايا العصبية في الأمعاء لا تعمل بشكل سليم وأن هناك قصورا في جهاز المناعة بالجسم.

 

يمكن استخدام كبسولات زيت النعناع الفلفلي ومستخلصات الخرشوف والنخالة، وقشور بذور السيليوم (القاطونة) لتخفيف حدة أعراض تهيج الأمعاء، وقد قام المعهد

الألماني للجودة والكفاءة في مجال الرعاية الصحية بمجموعة من الدراسات المعنية بعلاج المرضى الذين يشكون القولون العصبي، بما في ذلك آثار اتباع نظام غذائي قائم على الطعام الخشن. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

 

والنخالة هي نوع غير قابل للذوبان من الطعام الخشن، في حين أن قشور بذور السيليوم نوع قابل للذوبان يمكن أن يمزج السوائل مع بعضها بعضا. وقد أشار المعهد إلى أن قشور السيليوم أفضل من النخالة لعلاج القولون العصبي، وفي حال استمرار الإمساك لفترة طويلة، توصي كوب باستخدام الملينات المتاحة في الصيدليات ، قائلة “يمكنك أيضا تجربة أساليب مجربة وموثوق بها مثل شرب الحليب الرائب أو تناول الخوخ”، كما يوصي كوب باستخدام كبسولات زيت النعناع الفلفلي لمعالجة انتفاخ البطن، إذ أظهرت الدراسات أنها يمكن أن تساعد في كثير من الحالات، ولم يتم إجراء دراسات عميقة حول الأشكال الأخرى للنعناع الفلفلي، مثل الزيت أو المحلول، ويمكن علاج الشد العضلي بالعقاقير، كاستخدام عقار يحتوي على مادة بوتيل سكوبولامين الفعالة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here