الهجرة غير الشرعية.. بين غياب الرقابة واستغلال العصابات

0
1283

قضية الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين الفارين من ديارهم بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، أصبحت اليوم من أهم القضايا وأخطرها لعديد من دول العالم وخصوصا دول الاتحاد الأوربي التي تسعى الى تكثيف جهودها الأمنية وتشديد الرقابة على الحدود، وتعقب المهربين والمهاجرين غير الشرعيين التي ازدادت إعدادهم بشكل كبير في الفترة السابقة بحسب بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان تلك الإجراءات أسهمت بتفاقم معاناة المهاجرين الذين يتعرضون للكثير من الانتهاكات والمخاطر التي أودت بحياة العديد منهم، يضاف الى ذلك اتساع عمليات النصب والاحتيال التي يتعرضون لها من قبل عصابات التهريب الخاصة، وفي ما يخص هذه المشكلة المتفاقمة فقد أعلنت الشرطة اليونانية انه تم انتشال جثث 12 مهاجرا قبالة جزيرة ليفكادا في البحر الايوني بعد غرق مركبهم. وكانت السلطات تحدثت اولا عن انتشال جثث ثمانية مهاجرين بينهم اربعة قاصرين.1_95761_1_6

 

وقالت مسؤولة مكتب الصحافة في شرطة المرفأ انه “تم انقاذ 15 مهاجرا”، موضحة ان عمليات بحث تجري “للعثور على ضحايا آخرين محتملين. وابلغ ناجون سلطات المرفأ بغرق المركب الذي عثر عليه قبالة سواحل باليروس، البلدة الواقعة مقابل جزيرة ليفكادا كما قال المصدر نفسه. وعثر على الزورق المطاطي الذي يبلغ طوله حوالى ثمانية امتار في مكان قريب جدا من سواحل باليروس. وفتح تحقيق لتحديد اسباب الحادث ومصدر الزورق ووجهته التي ما زالت السلطات تجهلها حتى الآن. ولم تعرف ايضا جنسيات المهاجرين.

 

من جانب اخر اعلنت السلطات الايطالية انقاذ حوالى 700 مهاجر في قناة صقلية في عدة عمليات جرت. واعلنت البحرية الحربية الايطالية في بيان ان خمس عمليات انقاذ على الاقل سمحت باغاثة المهاجرين وبينهم نساء واطفال. واوضح البيان ان سفينة الدورية “سيغالا فولغوزي” انقذت اولا 99 شخصا بينهم امرأتان وعشرة قاصرين كانوا على متن مركب جرفته المياه على بعد حوالى 185 كلم جنوب جزيرة لامبيدوزا الصغيرة.

 

واضاف ان الطراد الحربي “شيميرا” انقذ مجموعة اخرى من 219 شخصا بينهم 37 طفلا و43 امرأة كانوا على متن مركب آخر على بعد حوالى سبعين كيلومترا عن الجزيرة. ونقلت المجموعتان الى زورق “سان ماركو” البرمائي الكبير واستأنفت السفينتان الحربيتان الاخريان دوريتهما في قناة صقلية. من جهة اخرى، انقذت ثلاث مراكب تابعة لخفر السواحل الايطالي حوالى 300 مهاجر آخرين كانوا على متن زورقين بينما اغاثت سفينة الشحن “زافيري” التي ترفع علم مالطا، مجموعة اخيرة تضم تسعين مهاجرا على بعد حوالى مئتي كيلومتر جنوب لامبيدوزا.

 

على صعيد متصل اعلنت البحرية الايطالية انها اعترضت في المتوسط زورق صيد مع 16 مهربا وانقذت 176 مهاجرا سوريا كانوا على متن زورق صغير على مسافة قريبة. وبعد مراقبة الزورق المشبوه بطلب من نيابة كاتانيا، نفذت العملية على بعد 500 كلم جنوب شرق ميناء كابو باسيرو (شرق صقلية) في وقت كانت تسوء فيه الاحوال الجوية. ونفذت عملية المراقبة باستخدام غواصة صغيرة للمرة الاولى. وانقذت البحرية 176 سوريا، 146 رجلا و11 امراة بينهن ثلاث حوامل و19 طفلا بينهم معوق كانوا في زورق تركه المهربون في وسط البحر. بحسب فرانس برس.

 

واسعفم زورق سترومبولي الايطالي ونقلوا الى سفينة سان ماركو حيث خضعوا لفحص طبي والتقط فريق من الشرطة صورا لهم. وهنأ وزير الدفاع الايطالي البحرية الايطالية على العمل الممتاز الذي حققته. وقال الوزير ان سرعة التدخل كانت مهمة لان الاحوال الجوية في البحر كانت ستسوء وكان زورق المهاجرين غرق بالتأكيد. وعلى تويتر، هنأ رئيس الوزراء انريكو ليتا البحارة الايطاليين “لانقاذهم مئات الارواح في الايام الماضية،.

 

أعضاء من القاعدة

 

على صعيد متصل قالت وزيرة الخارجية الايطالية إيما بونينو إن اعضاء من تنظيم القاعدة ربما يكونون ضمن آلاف المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط بقوارب من افريقيا الى أوروبا وهو ما يشكل خطرا أمنيا محتملا على الاتحاد الاوروبي. وتسعى ايطاليا للحصول على المزيد من المساعدة من شركائها في الاتحاد الاوروبي للتصدي لأزمة وصول آلاف المهاجرين الأفارقة الى جزيرة صقلية هذا العام ومقتل المئات منهم اثناء هذه الرحلة.

 

وقالت بونينو نحن لدينا شكوك ان بين المهاجرين كانت هناك عناصر جهادية واعضاء في (تنظيم) القاعدة. وقالت انها لن تتحدث عن خطر ارهابي في هذه اللحظة لكنها تحذر من “خطر امني يشكله الجهاديون. وتريد ايطاليا ان يدشن الاتحاد الاوروبي مهمة لمكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة في البحر المتوسط في اطار السياسة الأمنية المشتركة للاتحاد. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان وزراء خارجية الاتحاد ناقشوا التداعيات الأمنية للهجرة غير الشرعية على الدول الثماني والعشرين الاعضاء.

 

وزادت ايطاليا من عدد الدوريات في الطرق البحرية بينها وبين ليبيا وتونس منذ غرق أكثر من 360 مهاجرا معظمهم من اريتريا بعد ان انقلب المركب الذي يقلهم قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا. وغرق قارب اخر بعد ذلك باسبوع ولا يزال مصير نحو 200 شخص مجهولا. ويصارع مركز استقبال الجزيرة لاستيعاب طوفان المهاجرين الفارين من الحرب الاهلية والاضطرابات في سوريا ومصر ودول عربية وافريقية اخرى وهو ما دفع اعدادا من المهاجرين للإقدام على مخاطرة عبور البحر المتوسط على متن قوارب وسفن متهالكة وغير مجهزة. ووصل أكثر من 3200 مهاجر من افريقيا والشرق الاوسط الى ايطاليا ومالطا حتى الآن هذا العام وفقا للأرقام الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

 

الى جانب ذلك دعت إيطاليا الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على ليبيا للتصدي لعصابات تهريب المهاجرين من افريقيا في قوارب مكدسة والحيلولة دون تكرار حوادث التحطم. وقال رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا بعد اجتماعه ونظيره في مالطا جوزيف موسكات في العاصمة فاليتا هناك حاجة لمبادرة من الاتحاد الأوروبي مع ليبيا لمحاولة إدارة الدوريات وضوابط الحدود بطريقة مختلفة.”

 

وتأتي تصريحات ليتا بعد أيام من إلقاء محققين في صقلية القبض على رجل بتهمة خطف وابتزاز واغتصاب بعض المهاجرات بعد نجاتهن من حادث الغرق. وأكدت الروايات المروعة التي أخبرت المهاجرات محققين إيطاليين بها أسوأ مخاوف تنتاب الجماعات الانسانية بشأن الأوضاع في ليبيا.

 

وقال موسكات “علينا إرسال رسالة قوية بأننا نتعامل مع بشر. يعني هذا أيضا التصدي للشبكات الإجرامية لمهربي البشر. وتحملت إيطاليا ومالطا واليونان وطأة أزمة الهجرة المستمرة في الاتحاد الاوروبي منذ عقدين. ودعت الدول الثلاث إلى دعم أكبر من الاتحاد الأوروبي. وفي غياب رد منسق من الاتحاد الأوروبي أرسلت إيطاليا سفنا وطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار في محاولة لمنع وقوع حوادث بشعة مماثلة في البحر.

 

وقال ليتا إن المهمة أنقذت حياة المئات وضغطت على المهربين الذين وصفهم بأنهم تجار الموت. وتستعد مالطا لارسال سفينة عسكرية إلى ليبيا للمساعدة في حراسة السواحل ومنع القوارب التي تقل المهاجرين من الابحار. بحسب رويترز.

 

وقال ليتا إن الأسلوب الذي انتهجه الاتحاد الاوروبي تجاه البحر المتوسط خلال العقدين الماضيين كان خاطئا وإن إيطاليا ستدفع في سبيل تغيير سياسات الاتحاد في المنطقة عندما تتولى رئاسته الدورية العام المقبل. وأضاف نحن بحاجة إلى سياسة أوروبية جديدة تجاه افريقيا والشرق الأوسط. من ناحية أخرى قال الزعيمان إن من المحتمل أن تتوصل إيطاليا ومالطا مطلع العام المقبل إلى اتفاقية حول التنقيب عن الغاز والنفط في البحر.

 

مع ذلك، يبقى واضحاً أن محاولة جعل أحد الطرق أكثر صعوبة بالنسبة لطالبي اللجوء لا يؤدي إلى شيء سوى إرغامهم على استخدام طرق أخرى، التي تكون في الغالب أشد خطورة. وهناك أنماط مشابهة حول العالم، لكنها توجد بشكل خاص على الحدود الأوروبية، حيث تدخل الآن أعداد متنامية من المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا ودول البلقان الأخرى، وذلك في أعقاب قيام اليونان بتشديد الرقابة على حدودها، التي كانت تُعد في السابق نقطة العبور الأكثر شعبية. بحسب شبكة إيرين.

 

من جهته، قال إدوارد من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إنها مثل الضغط على بالون. المشكلة تظهر في مكان آخر، ولهذا السبب بالضبط نؤكد بقوة على أنه لا يمكن العمل على الحد من الخسائر في الأرواح إلا إذا تم تبني منهج شامل. لكن إذا تم التعاطي مع القضية من زاوية الردع، فهذا يصب في صالح عصابات الاتجار بالبشر.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here