أمريكا بين إيران والسعودية… فقدان ثقة يمهد لفقدان مصالح

0
1456

متابعة: كمال عبيد

 

منذ سنوات بعيدة ربطت أمريكا والسعودية شراكة وثيقة على المستويين السياسي والأمني، الى جانب المصالح الاقتصادي المشتركة وخاصة بقطاع النفط، حيث ارتبطت السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- وأمريكا -أكبر مستهلك له- بعلاقات اقتصادية وثيقة على مدى عقود.

لكن ما أظهرته المستجدات والتطورات الأخيرة المتمثلة بالتقارب الأمريكي الإيراني غير المسبوق، سبب موجة فتور حادة شابت العلاقات الأمريكية السعودية، قد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية لخسارة أهم حلفائها في قلب الشرق الأوسط.

حيث تراجعت العلاقات الثنائية بينهما تراجعا ملحوظا بعد الانجذاب الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، مما أذكى مخاوف الرياض من أن إيران تحاول توسيع نفوذها في منطقة الشرق الاوسط، واستغلال حالة الفتور التي حدثت بين الجانبين الأمريكي والسعودي، لتعزيز موقعها في قلب المنطقة، حيث تخوض الرياض ما تعتبره معركة محورية لمصير الشرق الأوسط مع خصمها اللدود إيران وهي دولة تعتقد السعودية انها تتدخل في شؤون حلفائها وتسعى لامتلاك قنبلة نووية وهي اتهامات تنفيها طهران.

إذ يقوم تحذير السعودية من انها ستحد من علاقاتها مع الولايات المتحدة على مخاوف من أن يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما يفتقر إلى الهمة والحنكة في مواجهة خصم مشترك ومن ثم يعطيه ميزة إستراتيجية، لكن في الوقت نفسه ما زالت حكومة واشنطن مرتبكة بشأن ما اذا كانت النوايا الإيرانية صادقة بشأن برنامجها النووي، ويرى أغلب المحللين ان مخاوف السعودية ترجع الى أن تكون حليفتها الكبرى فشلت في اتخاذ موقف قوي في سوريا ومن انها قد تكون مستعدة لتقديم

تنازلات كبيرة في أي مفاوضات تجريها مع إيران الخصم الرئيسي للسعودية في الشرق الأوسط.

وتجلى غضب السعودية في رفضها مقعدا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة احتجاجا على ما أسمته الفشل الدولي في وقف الحرب السورية وإقامة دولة فلسطينية، وراقب أمراء السعودية باستياء الشهر الماضي تودد أوباما للرئيس الإيراني الجديد المعتدل حسن روحاني وسعيه لإحياء المفاوضات لحسم الشكوك الدولية بشأن برنامج إيران النووي.

ورغم تصريحات روحاني بأنه يسعى لعلاقات أفضل مع العالم الخارجي لا يزال الملك عبد الله وغيره من كبار القادة السعوديين يتشككون بشدة في نوايا إيران وما إذا كان رئيسها الجديد يمكنه تحقيق أي تغيير.

ويرى بعض المحللين ان الرياض تثير إمكانية توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران احتمالات عديدة غير مستساغة منها استمرار هيمنة إيران على دول عربية كبيرة مجاورة مثل سوريا والعراق بالإضافة إلى احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وإيران تجد دول الخليج نفسها محاصرة وسطها.

وتضيف المصادر ان خيبة أمل السعودية في واشنطن حقيقية وتدفعها لتفقد بدائل لاعتمادها منذ نحو 70 عاما على هذا التحالف الاستراتيجي ومع ذلك لا يعتقد أحد حقيقة ان التعاون السعودي مع واشنطن سيتوقف.

من جهته قال محلل سعودي مقرب من اسلوب التفكير الرسمي “السعوديون يمارسون ضغوطا حتى لا يتصرف الأمريكيون بهذا الضعف”، وأضاف “هذه الرسالة مفادها: انتم تحتاجون لنا. ونحن لن نلعب الكرة معكم الى ان تفيقوا”، وقال المحلل المقرب من اسلوب التفكير الرسمي “المشكلة تكمن في قدرة الامريكيين على إدارة الوضع. هذا الى حد ما يشبه الوضع وقت جيمي كارتر. بيل كلينتون لم يكن كذلك. كان أكثر قدرة واكثر نشاطا وكان زعيما أفضل”، وخلال فترة رئاسة كارتر لم تتمكن الولايات المتحدة من وقف انهيار حكم شاه إيران الموالي للغرب في مواجهة الثورة الإسلامية التي أوصلت إلى السلطة رجال دين شيعة لا تودهم فيهم الرياض، وقال المصدر الدبلوماسي إن السعوديين يخشون من الاستعداد الكبير الذي تبديه الإدارة الأمريكية لأن تولي ثقتها لروحاني في تعهده بتحسين العلاقات والتعامل بشفافية أكبر فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي. بحسب رويترز.

وقال “إنهم يخشون ان يخدع الأمريكيون” وأضاف ان واشنطن ستسمح لإيران “بأن تصبح على أعتاب أن تكون قوة نووية” بالسماح لها بالاحتفاظ بقدرات تكنولوجية يمكن تحويلها فيما بعد إلى الاستخدام العسكري.

ومن الاحتمالات المقلقة بشكل خاص بالنسبة لدول الخليج أن توجه إسرائيل ضربة منفردة لمواقع نووية إيرانية إذا لم تتعامل الولايات المتحدة مع طهران، وقال المحلل “هذا يضع السعودية ودول الخليج في موقف سيء للغاية … فهي لا يمكنها أن تكون مؤيدة لإسرائيل سياسيا ولا يمكنها أن تقبل امتلاك إيران سلاحا نوويا”.

بينما حث حلفاء المملكة الغربيون ومنهم واشنطن السعودية على إعادة النظر في رفضها مقعدا في مجلس الأمن لمدة عامين قائلين انها إن قبلته ستكون في وضع أفضل يمكنها من التأثير على الأحداث من داخل المجلس.

وقال روبرت جوردون الذي شغل منصب السفير الأمريكي لدى الرياض في الفترة من 2001 حتى 2003 “من الصعب توقع ما الذي يمكنها ان تحققه من ذلك، إنه إعلان مبدأ لكنه قد يضعف قدرتها على الدخول في تحالفات وتوجيه مساعدات الحلفاء لتحقيق أهداف”، ومن المجالات التي يمكن أن يظهر فيها بسرعة اثر تهديد الأمير بندر بالابتعاد عن الولايات المتحدة المساعدات السعودية للمعارضة السورية.

وقال خالد الدخيل استاذ العلوم السياسية السعودي والكاتب في صحيفة الحياة التي تصدر في لندن “ما اعتقد أنه يحير الرياض هو الموقف الامريكي من سوريا. فالأمريكيون لا يرون سوريا بشكل يقترب حتى من نظرة السعوديين لها. فهي لا تمثل لهم أولوية”.

وبالنسبة للرياض ستحدد نتيجة الصراع الدائر في سوريا ما إذا كان يمكن لإيران ان تتمتع بنفوذ أكبر في العالم العربي، وتساند المملكة جماعات تعتقد انها معتدلة فتقدم لها السلاح والتدريب والمال والدعم اللوجستي وسعت دون جدوى لحمل الولايات المتحدة على المشاركة في هذه الجهود، وقال مصدر دبلوماسي في الخليج “المعارضة تملك معدات مناسبة لكن ما تفتقر إليه هو التدريب. والسعوديون لديهم الامكانيات للمساعدة في ذلك” إلى جانب حلفاء مثل فرنسا والإمارات العربية المتحدة، وقال المحلل إن الرياض أصبحت اكثر استعدادا للدفع بمصالحها الخاصة في سوريا مثلما فعلت في مصر الصيف الماضي عندما ساندت – متحدية واشنطن – الجيش الذي أطاح بحكومة إسلامية بعد مظاهرات حاشدة تطالب بإقالتها، وأضاف “سنفعل ما نريده بأنفسنا. لن ننسق مع الولايات المتحدة. لن نستمع… حين يقولون (لا يمكنكم تقديم السلاح لسوريا)”.

من جهتها سعت الإدارة الامريكية للحد من أي ضرر قد يلحق بالتحالف الذي يربط الولايات المتحدة بالسعودية من جراء خلاف على دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط أبرز تباينات استراتيجية متنامية.

فقد سلطت سلسلة من الانتقادات العلنية غير المعتادة من أعضاء بارزين في الاسرة الحاكمة في السعودية الضوء على استياء المملكة من الولايات المتحدة بسبب موقفها من الأزمة السورية وتقاربها الدبلوماسي مع ايران وفتور موقفها من الحكومة المصرية.

ولا أحد يتوقع انهيار العلاقة الاستراتيجية التي ظلت على مدار أكثر من نصف قرن أحد أركان السياسة الامريكية في المنطقة لكن بعض المصالح المتبادلة التي جمعت بين الحليفين بدأت تهتز.

وفوجئت إدارة أوباما بتحذير سعودي أن المملكة تدرس تحولا رئيسيا عن الولايات المتحدة لكن الأمر لم يصل إلى حد الانزعاج.

فقد أبدى البيت الابيض قدرا أكبر من الاستعداد للمجازفة بتوتر العلاقات مع حلفاء للولايات المتحدة في سبيل تحقيق ما تهدف إليه من تجنب التدخل العسكري في سوريا والسعي لابرام اتفاق نووي مع ايران ألد خصوم السعودية، وبذل المسؤولون الامريكيون جهدا كبيرا لتجنب خلق انطباع أنهم لا يأخذون الهواجس السعودية مأخذ الجد، لكن لم يصدر عنهم أيضا ما يشير إلى التراجع رغم التحذير الذي ورد على لسان رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان في لقاء مع دبلوماسيين أوروبيين أن السعودية تبحث الحد من تعاملاتها مع الولايات المتحدة، وسلم جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض بوجود خلافات مع السعودية لكنه قال “نحن نسويها بطريقة صريحة ومباشرة لاننا نصون الاسس الرئيسية لعلاقة في غاية الاهمية”، وأضاف في تصريحات للصحفيين “سنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لان تلك العلاقة مهمة جدا من النواحي الاقتصادية والامن القومي”.

وشبه بعض المسؤولين الامريكيين الحاليين والسابقين في لقاءات خاصة التحذير السعودي بثورة غضب مؤقتة لن يكون لها أثر باق على العلاقات الثنائية. بحسب رويترز.

وقال مصدر بأجهزة الأمن القومي الامريكية إنه لم تبد علي سبيل المثال أي بادرة على أن السعودية تريد تقليص المنشات العسكرية الامريكية بما في ذلك قاعدة تستخدم في اطلاق الطائرات دون طيار لمهاجمة متشددين اسلاميين في اليمن، وقال مسؤول أمريكي كبير سابق له خبرة واسعة بالاتصالات الامريكية بالسعودية “لا

أستطيع القول إن هذا صدع رئيسي” مشيرا إلى أن أوجه اعتماد كل من الطرفين على الاخر متعددة، وأضاف “هذا خلاف عائلي لكنه خلاف خطير”.

إلا أن بعض المحللين في واشنطن يقولون إن الاراء أصبحت متباينة بشأن سوريا وايران ومصر بدرجة يتعذر معها أن تعود العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية إلى التقارب الذي كانت عليه من قبل، وقال سايمون هندرسون الخبير في شؤون دول الخليج بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الرسالة التي وجهتها السعودية هي أن الرئيس باراك أوباما وإدارته “صموا آذانهم عن المصالح السعودية”.

وقد هال السعودية أن ترى احتمال ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وايران بسبب ما تراه من خطر على أمنها إذا ما أصبح لطهران قدر أكبر من حرية الحركة في المنطقة، كذلك فإن واشنطن تختلف مع السعودية بشأن الوضع في مصر حيث قلصت من مساعداتها العسكرية للقاهرة عقب الاطاحة بحكومة اسلامية منتخبة وتعهدت الرياض بسد أي نقص نتيجة خفض أي مساعدات خارجية.

ورغم ظهور علامات استفهام في واشنطن تتساءل عما إذا كان الامير بندر يتحدث باسم القيادة السعودية أم يعبر عن وجهة نظره الشخصية فقد قالت مصادر دبلوماسية في الخليج إن رسالته تعكس وجهة نظر الملك عبد الله.

وقد كشفت برقية دبلوماسية أمريكية ترجع إلى عام 2008 نشرها موقع ويكيليكس أن الملك السعودي نصح واشنطن “بقطع رأس الأفعى” من خلال توجيه ضربات عسكرية للمنشات النووية الايرانية، وعندما التقى أوباما بالملك عبدالله عام 2009 خلال زيارة للمملكة كرر العاهل السعودي شرح موقف بلاده من ايران.

إلا أن السعودية ساعدت واشنطن بسد فجوة امدادات النفط العالمية التي أحدثتها حملة أوباما لفرض عقوبات دولية أثرت بشدة على قطاع الطاقة في ايران.

ويعتقد بعض المحللين الان أن تعديل فريق الامن القومي في الفترة الثانية لاوباما ربما ساهم في التوترات وذلك من خلال عدم تعيين شخصية على مستوى رفيع للتعامل مع السعودية وأشاروا إلى ضرورة أن يوفد أوباما مبعوثا لاصلاح ما فسد.

وكان جون برينان رأس الحربة في فريق أوباما لمكافحة الارهاب والذي أصبح مديرا لوكالة المخابرات المركزية كثيرا ما يتجاوز مهام وظيفته لمعالجة قضايا متعلقة بالسعودية التي شغل فيها منصب رئيس محطة المخابرات المركزية ست سنوات، وقال برايان كاتوليس زميل مركز اميركان بروجرس في واشنطن “إذا

أدركوا أنهم ليس لديهم شخصية يلجأون إليها على مستوى عال فهذه مشكلة لأنهم شريك رئيسي جدا”.

في يرى محللون آخرون ان التوتر الدبلوماسي الأمريكي السعودي لن يضر بالروابط التجارية، حبث قال رجال أعمال واقتصاديون ان إحباط السعودية إزاء السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط لن يضر بالعلاقات التجارية أو مبيعات النفط بين البلدين على الرغم من قول رئيس المخابرات السعودية إن المملكة ستجري “تغييرا كبيرا” في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من استخدام العقود الضخمة بين حين وآخر في تعزيز العلاقات السياسية لاسيما في مجال الدفاع قال اقتصاديون ورجال اعمال ان الروابط التجارية بين الولايات المتحدة والشركات السعودية عادة ما تكون بمنأى عن أي تراجع في الروابط الأخرى.

وقال مصدر دبلوماسي في الخليج “لا أظن ان هناك صلات مباشرة بين التبادل التجاري والعلاقة السياسية، هذه ليست الطريقة التي يعمل بها السعوديون. لكن لابد ايضا من الاعتراف بحقيقة الدور المساعد للعلاقات الثنائية حين تكون جيدة”.

وأمريكا هي المورد الرئيسي لمعظم الاحتياجات العسكرية السعودية بدءا من المقاتلات اف-15 وحتى أنظمة القيادة والتحكم التي قدرت قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة. كما يفوز متعهدون امريكيون بصفقات كبرى في قطاع الطاقة بالمملكة. بحسب رويترز.

وتلقى معظم الأمراء السعوديين الأصغر سنا تعليمهم بالولايات المتحدة وكذلك كثير من المديرين التنفيذيين وكبار المسؤولين والوزراء في السعودية بمن فيهم وزراء البترول والمالية والاقتصاد والتعليم ومحافظ البنك المركزي.

وقال رجل أعمال سعودي رفض ذكر اسمه “حين تسمع بندر يهدد فهذا لا يعني اننا سنبيع سندات الخزانة (الامريكية التي تملكها السعودية) او نوقف عقود السلاح. هذا لن يحدث. نحن نتحدث عن علاقة وتحالف عمره 60 عاما. إنهم فقط يحذرون من التعامل معنا على أننا من المسلمات”.

وضخت السعودية على مدى عقود معظم عائداتها من مبيعات الطاقة في اقتصاد الولايات المتحدة في صورة شراء سلع وخدمات وسندات خزانة، والريال السعودي مرتبط بالدولار عند سعر ثابت منذ سنوات هو 3.75 ريال للدولار. وتستثمر المملكة جزءا من احتياطي النقد الأجنبي وقدره 690 مليار دولار في سندات الخزانة

الأمريكية، ونتيجة لذلك انتعشت التجارة وبلغت قيمة السلع والخدمات الامريكية المصدرة للسعودية 17 مليار دولار في عام 2011 وبلغ الاستثمار الامريكي المباشر هناك ثمانية مليارات دولار في عام 2010.

وقال مسؤول سعودي “العلاقات التجارية الخاصة بالتجارة او النفط لن تتأثر بالمرة. السعودية لها علاقات سياسية سيئة مع عدة دول ولا تزال مع هذا تتعامل معها تجاريا. هذا مجرد شقاق سياسي ليس معناه انه سيؤثر على الأعمال الخاصة أو العامة”، ورغم أن الشرق الأقصى حصل على 54 في المئة من صادرات السعودية من النفط الخام مازالت المملكة تشغل المرتبة الثانية بعد كندا كأكبر مصدر للبترول بالنسبة للولايات المتحدة.

والقطاعات التي تبدو أكثر عرضة للتأثر هي تلك المتصلة بعقود الدفاع ومشروعات البنية التحتية مع شركات حكومية، ومع هذا لم تبرم السعودية سوى عقد بقيمة 29.4 مليار دولار في أواخر عام 2011 لشراء 84 مقاتلة جديدة من طراز إف-15 من صنع شركة بوينج بالتعاون مع شركة رايثيون لأنظمة الرادار. وفي نوفمبر تشرين الثاني اتفقت أيضا على شراء 25 طائرة من طراز سي-130 جيه للنقل وإعادة التزود بالوقود في الجو من إنتاج لوكهيد مارتن بسعر 6.7 مليار دولارن وتحولت السعودية إلى أوروبا في اتفاقات دفاع أبرمت لاحقا وطلبت شراء مقاتلات تايفون يوروفايترز من شركة بي.إيه.إي سيستمز.

لكن السعودية قد تظل رهينة علاقات طويلة الأجل مع واشنطن في ظل العقود الأمريكية الحالية واعتماد جيشها على معدات امريكية تحتاج الى صيانة وقطع غيار وتدريب، وذكرت وثائق نشرتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) على موقعها على الانترنت انها طلبت تصريحا لبيع أسلحة متقدمة بقيمة 10.8 مليار دولار للسعودية والامارات، وأحد مجالات الاعمال التي تعد فيها العلاقات السياسية مهمة هو مجال الطاقة النووية. فالسعودية تعتزم بناء عدد من المفاعلات في عقود ستجتذب على الأرجح شركة وستنجهاوس.

وفازت شركات أمريكية في الآونة الأخيرة بعقود ضخمة لتصميمات هندسية وادارة مشاريع بينها شركة هيل انترناشيونال التي فازت بمشروع جبل عمر في مكة وقيمته خمسة مليارات دولار وشركة فلور كورب التي حصلت على مشروع كبير للسكك الحديدية وفوستر ويلر التي حصلت على مشاريع غاز ونفط.

وقال اقتصادي خليجي طلب عدم ذكر اسمه ان الهيئات الحكومية والشركات السعودية الكبرى تفضل التعامل مع شركات معروفة لها، واضاف “ليس من السهل

تغيير هذه الأمور فجأة لاعتبارات سياسية قصيرة الأجل. انها أمور مدفوعة بالسمعة والثقة والجودة”، وعلى الرغم من ذلك فان على الشركات الامريكية ان تواجه حاليا منافسين من شرق آسيا التي تنافس للفوز بمشروعات سعودية وتنفذها جيدا.

وقال رجل الأعمال السعودي البارز بشر بخيت ان العلاقات الامريكية السعودية تدهورت بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 في الولايات المتحدة والتي لعب فيها متشددون سعوديون دورا رئيسيا، وأضاف أن استخراج جوازات السفر تأثر وأنه تم ترحيل سعوديين بالولايات المتحدة وألقي القبض على البعض، واليوم يدرس في جامات أمريكية نحو نصف 150 ألف طالب سعودي يدرسون في إطار منح دراسية بالخارج، وقال بخيت ان جيله الذي ولد في الأربعينيات والخمسينيات درس كله في الولايات المتحدة وكذلك الجيل الحالي مضيفا ان ذلك يلعب دورا في تعزيز الروابط.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here